الكثيرين وخاصة 'الكوليسترول الضار' الذي يعد السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب الوعائية، وتكمن خطورة الكوليسترول في أن ارتفاع مستواه في الدم لا تكون له أي أعراض.
وبالنظر إلى الخطر الكبير الذي قد ينتج عن ارتفاع مستوى الكوليسترول في سن معينة أو في حالات معينة ، دعت آخر التوصيات الصادرة عن وكالة الأدوية الأوروبية وعن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية إلى خفض مستوى الكوليسترول السيئ إلى أدنى المستويات بما لا يتعدى 70 ملغ بدلاً من 100 لدى الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة والنساء بعد سن 60 سنة، كون هاتين الفئتين من الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
فالعلاج الوقائي حسب ' مجلة لها' أصبح ضرورياً وليس رفاهياً ، للك لا يجب الانتظار حتى وقوع المشاكل لاتباع العلاج اللازم. الطبيبة اللبنانية الاختصاصية في طب العائلة رانيا صقر أوضحت كل الحقائق المتعلقة في هذا الموضوع مشددةً على العلاجات الوقائية للحد من الأخطار الناتجة عن ارتفاع مستويات الكوليسترول.
متي يصبح خطراً
لدى كل منا نسبة معينة من الكوليسترول بمعدل طبيعي، ويختلف هذا المستوى بين شخص وآخر. ويعتبر الكوليسترول عنصراً مهماً لأغشية الخلايا ولإنتاج بعض الفيتامينات الأساسية.
لكن فيما يفرز الجسم الكوليسترول الذي يحتاج إليه، تساهم الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وغير المشبعة في ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم مما يشكل خطراً ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول مما يحد من تدفق الدم ويضيّق الشرايين ويسبب انسدادها.
مع الإشارة إلى أن الأزمة القلبية تحصل عندما يحصل تجلّط في الدم ويُمنع تدفق الدم إلى عضلة القلب، فيما تنجم السكتات الدماغية عن جلطة تسد الشريان الذي يتجه إلى الدماغ أو الذي يوجد في داخله. ومع المتابعة المستمرة للحالات، أصدرت الجمعية الأميركية لأمراض القلب American Heart Association آخر التوصيات المشددة على أهمية العلاج الوقائي بهدف خفض الكوليسترول السيئ إلى أدنى المستويات لدى من هم عرضة للخطر.
- ما أهم العوامل التي تزيد الخطر على المريض جراء ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم؟
ثمة عوامل معينة تساهم في زيادة الخطر على الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بالكوليسترول، بحيث يوصى بالحفاظ على أدنى المستويات الممكنة للكوليسترول السيئ LDL لدى بعض الأشخاص تجنباً للمضاعفات.
مع الإشارة إلى أن ارتفاع مستويات LDL يعني أن الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. فيما يساعد الـ HDL في انخفاض خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. أما الأشخاص الذين أكثر عرضة للخطر، فهم:
– الرجال فهم يعتبرون أكثر عرضة للإصابة.
-الرجال بعد سن 50 سنة والنساء بعد سن 60 سنة.
– المدخنون.
– الأشخاص الذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم.
– الذين يعانون السمنة، خصوصاً في منطقة البطن.
– الذين لا يمارسون الرياضة.
-الذين ينخفض مستوى الكوليسترول الحميد لديهم.
المعدل الطبيعي للكوليسترول
يجب أن يراوح مستوى الكوليسترول السيئ لدى الأصحاء الذين لا عوامل خطر لديهم بين 100 و129ملغ. وفي ما يتعلّق بالأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض القلب والسكري، يجب أن يحافظوا على مستويات LDL منخفضة لا تتعدى 70 ملغ.
ومن الأفضل ألا تتخطى مستويات الكوليسترول الإجمالية معدل 200 ملغ. أما بالنسبة إلى المستويات التي تراوح بين 200 و239 ملغ فتعتبر أعلى المستويات المقبولة ويدخل فيها المريض مرحلة الخطر. وعندما يتجاوز المعدل 240 مللغ يرتفع الخطر بنسبة كبيرة.
أعراض ارتفاع الكوليسترول
يمكن القول إن الكوليسترول 'قاتل صامت' بحيث يمكن أن يصل الكوليسترول السيئ إلى أعلى المستويات دون أن تظهر أعراض له.
- إلى أي مدى يمكن أن يلعب العامل الوراثي دوراً في ارتفاع مستوى الكوليسترول؟
في حال وجود حالات ارتفاع مستوى الكوليسترول في العائلة، يزداد احتمال الإصابة بغض النظر عن النظام الغذائي المتبع وعن الكمية التي يحرقها الجسم.
أسباب ارتفاعه
يلعب العامل الوراثي دوراً مهماً في ارتفاع مستوى الكوليسترول في سن مبكرة، إلى جانب الاتجاه إلى النمط الغذائي غير الصحي الغني بالدهون وقلة ممارسة الرياضة وحياة الركود. فنلاحظ اتجاهاً إلى الأكل غير الصحي المصنّع والسريع التحضير.
كما قلّت ممارسة الرياضة مما زاد نسبة ارتفاع الكوليسترول بين الشباب. هذا، إضافةً إلى انتشار ظاهرة التدخين بكثرة مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب على أثر ارتفاع مستويات الكوليسترول.
كيف يمكن خفضه مستوياته
عتبر التمارين الرياضية Aerobics مهمة جداً في مكافحة الكوليسترول شرط ممارستها بانتظام بمعدل 3 إلى 5 أيام في الأسبوع .
من المهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن كالنظام المتوسطي الذي يتميز بتنوعه وبكونه صحياً وقليل الدهون.
كما إنه لا تأثير مباشر للتوتر على ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، لكن يمكن أن يكون له تأثيرٌ غير مباشر.
- هل يمكن تجنب ارتفاع مستوى الكوليسترول لدى من هم عرضة لذلك؟
دعت آخر التوصيات الصادرة عن وكالة الأدوية الأوروبية وإدارة الأغذية والأدوية الأميركية الأشخاص الذين هم عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب على أثر ارتفاع مستويات الكوليسترول لديهم إلى الحفاظ على أدنى المستويات الممكنة من الكوليسترول السيئ LDL إلى ما يقارب 70 بدلاً من 100.
ويعتبر هذا المعدل الطبيعي المطلوب حالياً للأشخاص الأصحاء. وتصنّف سبل الوقاية في ثلاث درجات أساسية، أولاها هي الوقاية الأولية من الكوليسترول لدى الأصحاء الذين هم عرضة للخطر، قبل ارتفاع مستوى الكوليسترول لديهم، وذلك بهدف الحد من الأخطار التي قد تنتج عن ذلك.
أما الوقاية الثانوية فتتم عند تعرّض المريض لمشكلات معينة كالنشاف في شرايين القدمين أو جلطة دماغية، تجنباً لحصول مضاعفات خطيرة. وتجدر الإشارة إلى أنه في ما يتعلّق بمرضى السكري يتم اللجوء لديهم، إلى الوقاية الثانوية فيعتبرون وكأنهم من مرضى القلب.
أما بالنسبة إلى الوقاية الثالثة فهي الخطوات العلاجية المتبعة بعد حصول مضاعفات بهدف تجنب مضاعفات أكثر خطورة. وتجدر الإشارة إلى أنه ينصح حالياً باللجوء إلى الوقاية الأولية لدى المدخنين مثلاً بغض النظر عن مستويات الكوليسترول السيئ لحمايتهم من أمراض القلب والسكتة الدماغية والمضاعفات الخطيرة. كذلك بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعتبرون عرضة للخطر أياً كانت مستويات الكوليسترول لديهم.