يرون هم من
يقولون إن العانس أوفر حظا من الأرملة أو المطلقة, لا لأنها لم تتزوج وتنجب
أولادا, بل لأنها لم تختبر لذة الجماع مع الزوج ثم تفقدها كما هو حال
الأخريات اللواتي رحل أزواجهن عنهن طوعا أو كرها.
هل صحيح أن النساء اللواتي يفقدن أزواجهن يصبن باضطرابات جنسية تصل إلى ضمور وصغر العضو المهبلي لديهن ؟ وهل صحيح أن الشعور الجنسي لديهن قد يثار بمجرد احتكاك بسيط؟ ما مدى صحة كونهن لا يفكرن بالجنس لأنهن منشغلات بتربية أبنائهن والتفكير في مستقبلهن؟ هل هذا مجرد رأي "دبلوماسي" يحاول أن يجعل منهن قديسات نذرن أنفسهن لتربية أبنائهن ويجبرهن على قضاء أجمل لحظات حياتهن في الوحدة والحرمان؟
أجرى علماء بريطانيون دراسة جديدة حول عملية التغيرات ونوعية الحياة الجنسية لدى المرأة مع تقدم العمر ، وكشفت نتائج الدراسة انه مع التقدم فى السن, يحدث تحسن فى الحياة الجنسية لديها وتزداد الرغبة في العلاقات الزوجية الحميمية. وشملت الدراسة 2000 امرأة و 77 في المئة من النساء قالوا إن حياتهم الجنسية كانت في ذروتها عندما كانوا في سن 40-50 عاما, وقال 82 % من النساء من هذه الفئة العمرية على حد تعبيرهم ان الجنس لم يكن أكثر أهمية بالنسبة لهم مما كانت عليه في هذه السن.
ووجدت الدراسة أيضا أن النساء في العقد الرابع أقل عرضة للقلق بشأن مظهرهن، وتعتقد 37 في المئة منهن أن امتلاكهن جسدا كاملا يحسن حياتهن الجنسية، بالمقارنة مع 57 في المائة من النساء في العشرينات، واللاتي حملن أجسادهن مسؤولية تدمير حياتهن الغرامية.
و دعمت دراسات أخرى هذه النتائج التي توصل إليها الأطباء البريطانيين. فعلى سبيل المثال ، وجد العلماء في الولايات المتحدة ان النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين أربعين سنة ترغب في المزيد من الجنس عن النساء الأصغر سنا, وقال الطبيب النفسي "بولدن جين" الذي اشرف على اكثر من دراسة علمية عن النساء في منتصف العمر ، أن النساء يعلو لديهن الاحساس والاهتمام بالحياة الجنسية مع التقدم في السن . وأوضح الدكتور جين أن ذلك يحدث لأن المرأة في منتصف العمر تكون تعلمت كيفية الحصول على الارتياح في السرير، وتهتم بمظهرها أكثر من النساء الأصغر سنا، وتكون أكثر خبرة في كيفية إظهار مفاتنها للزوج . والأهم من ذلك أن النساء بعد سن ال 40 يكن أكثر ثقة بالنفس ولا يخشين البدء بطلب ممارسة الجنس بالتلميح او التصريح، والى جانب ذلك تعزز التغيرات الهرمونية الدافع الجنسي لدى النساء.
هذه الدراسات العلمية لن يؤمن بها المتشددون الذين يرون أن على المرأة المطلقة او الارملة - التي تجاوز عمرها الأربعين- أن تعكف على تربية أبنائها وتنشئتهم بدل التفكير في زواج ثان, متناسين أن الشريعة الاسلامية أعطت لهن عدة يمكن أن تشرع بعدها في إعادة بناء حياة أخرى.
والجدير بالذكر أن الكاتبة سمية نعمان جسوس قد سبق وتناولت هذا الموضوع في مقال لها صدر في مجلة الأسرة 2003 ترجمته الصحافية فاطمة طويل تحت عنوان " لماذا تحرم الأرامل من حقهن في السعادة" وجاء فيه أن للمطلقة والأرملة حق في المتعة, كيفما كان وضعها الاجتماعي عاملة او عاطلة , أمٌا أو غير أمٌ, غير ان المجتمع أكبر معيق ورافض لهذا الحق , حيث ترفض الاسرة زواج ابنها من امرأة ليست عذراء وسبقت ان تذوقت المعاشرة الجنسية ويمكن ان تكون فريسة سهلة لأي رجل ، حتى الأوساط العصرية، المثقفة، تقف بالمرصاد في وجه ابنها إن هو راغب في الزواج بمطلقة أو أرملة وتعمل ما يستحيل من حيل وأساليب لإفشال هذا المشروع الذي تعتبره مأساة.
عندما يموت الرجل لا تدخل المرأة في حداد على زوجها فحسب, بل على حياتها العادية والجنسية وعلى أنوثتها التي يحرص المجتمع على قبرها ودفنها معه ، فينعتونها " بالهجالة " وينعتون أبناءها "بأبناء الهجالة" ويحملونها مسؤولية وفاة زوجها، إن هو مات دون مرض كانت هي نحسا عليه وإن مات مريضا كانت هي التي قتلته ب"الفقايس" ، اما إذا توفي بعد الشيخوخة فقد عجلت بموته لأنه قبل الزواج بها كان صلبا قويا. لكن هل سيكون هذا رأي الأسرة لو كان المتوفى هو صهرهم وان الأرملة أو المطلقة هي ابنتهم؟
ترى سمية جسوس" أن عائلة الأرملة ترى أن ابنتها غُصبت في حياتها (تْغْصْبَتْ) لذا تجدها ترحب بأي عريس يعوض خسارة ابنتها، خاصة إذا كانت الأسرة معوزة، وكان للمطلقة أطفال, فتضحى عبئا ثقيلا لايخفف من وطأته إلا الزواج ثانية. أما إذا كانت الأسرة ميسورة الحال، فتسعى لتزويج ابنتها الأرملة كي تحافظ على وضعها الاعتباري داخل المجتمع.
عموما ترى أسرة الأرملة في الزواج حماية لسمعة ابنتها، حمايتها من الضياع ومن الوحدة.أما أسرة الزوج والمجتمع فيرى في زواج الأرملة "رذيلة" حيث يكون السبب أساسا هو هاجس الجنس وأنها تريد الزواج لتعويض المتعة التي فقدتها بفقدان زوجها ، وكأن الزواج هو عقد نكاح فقط."
في مجتمعنا يسود الاتفاق على أن الرجل في حاجة دائمة لامرأة بجانبه وقد يتزوج في أي فترة من عمره، حتى في أرذله، وقد يكتفي بواحدة وقد يتجاوز الأربع ،ويشترط أن تكون نساؤه صغيرات السن، فهل سأل أحد الأرملة هل هي في حاجة إلى رجل، ولماذا؟
يحتاج الرجل لامرأة تهتم به، بالبيت، وأيضا للمعاشرة الجنسية، فهل تستطيع الأرامل الاستغناء عن هذه المعاشرة وبالتالي البقاء دون زوج.
"إن مقولة أن المرأة ترغب في الجنس أمر حقيقي ووارد، لا الإسلام ولا القانون يمنعان حق الرغبة والمتعة عن المرأة. لكن المجتمع يقف في وجه هذا الحق حيث يعتبرها وهي في سن الأربعين قد أصابت الشيخوخة ،أما في 45 سنة و 50 فينعتها بالحمقاء،وبدل أن تفكر بالله وحج بيته تفكر في الزواج".
لقد جاء في دراسة الكاتبة شهادات لأرامل ومطلقات أجمعن أن رغباتهن الجنسية لم توأد مع موت أزواجهن و أن الشعور بأنوثتهن لم ينقص مع موتهم مما زاد من أزمتهن النفسية وعمقها ومن تلك الشهادات:
"إنها أول مرة أبوح فيها بذلك. افتقد للعلاقة الجنسية، إني أرملة منذ 24 سنة، عمري الآن 49 سنة، منذ 25 سنة لم أعش متعة لقاء مع رجل يضمني بين ذراعيه، إن هذا ينقصني بشكل رهيب"".
«لا أكذب على الله يا بنيتي، كايجيني ذاك الاحساس»، تقول يامنة 68 سنة في قالب فكاهي وهي تضحك» .أما عائشة 70 سنة فتقول "نعم منذ سنين وأنا أشعر بالرغبة في ممارسة الجنس ، ولم أشبعها أبدا، أحاول فقط أن أهدئ نفسي" أرملة منذ 39 عاما لم يزر جسدها يوما رجل تبكي الليالي التي عاشتها وحيدة،" لكني مؤمنة بالله، حلمت عدة مرات بالزواج ثانية، لكن لا أحد يرغب في أرملة مفلسة بخمسة أبناء، عانيت كثيرا لا أحد اطلق له ظفائري، واكشف له عن جسدي, لا أحد غير الله أتوجه إليه كي يرزقني الصبر"
العديد من النساء الأرامل يمارسن الجنس في الحلم "أحلم أني أمارس الجنس أحيانا استيقظ وسط الحلم لأجدني وحيدة، هذا يجعلني حزينة ويضاعف معاناتي" تبوح (نذيرة، 43 سنة، ممرضة)".
فلنسلم جدلا أن الرغبة الجنسية تخف عند النساء فوق الاربعين سنة ان لم نقل تنعدم , ولنفترض كذلك أنهن يصبن باضطربات جنسية تصل الى حد ضمور وصغر العضو المهبلي لديهن , إذن ما الذي يفسر الخيانة التي تعرض لها الكثير من الأزواج الذين يشتغلون بدول أو مدن بعيدة عن بيت الزوجية, علما أنهم يوفرون للأسرة كل ظروف العيش الكريم ؟
وللوقوف عند هذه القضية أكثر، اتصلنا بالدكتور الهادي الهروي، أستاذ خبير في العلوم الاجتماعية لإعطائنا وجهة نظره بالموضوع وكانت إجابته كالآتي:
هل تحتاج المطلقات والأرامل للجنس بعد تجاربهن في هذا المجال؟ وهل العملية الجنسية ضرورة ملحة لتوازنهن النفسي الفردي والاجتماعي الجمعي؟ وهل تعتبر العملية الجنسية الميكانيكية حافظة بيولوجية من تآكل الأعضاء الجنسية, سواء عند الإناث والذكور وإذا كان الجنس في المنظور الفرويدي والتحليل النفسي عموما أساس الحياة الانسانية ومنظم العلاقات الاجتماعية، من حيث إنه متعة ولذة وسعادة وكابت للفوضى والعنف وميكانيزم للاستقرار والتوازن وواق من الأمراض النفسية والعقلية المستعصية، فما هي الوضعية الجنسية التي تكون عليها المطلقة والأرملة حين تفقدان الزوج، هل تلجآن إلى آليات دفاعية لتعويض نقصهما الليبيدي؟
لا أنكر مع علماء الاجتماع أهمية وضرورة المقاربات السوسيولوجية للجنسية والجنس . فالمطلقة أو الأرملة المغربية امرأة لها غرائز وميولات فطرية وانفعالات ورغبات، وتخضع لتنظيم اجتماعي يؤثر على حياتها الجنسية والمهنية والمنزلية. وبما أن الشهوانية تؤدي دورا كبيرا في المجتمع وتؤثر في الحياة الجمعية، فإن المطلقة والأرملة ولو في سنها الأربعين، منصهرة في هذه الشهوانية، الشيء الذي يدفعها إلى البحث عن مناخ من حرارة وجدانية اتصالية مهبلية واقعية أو توهمية. وحتى وإن لم تفعل بفعل معيق الحشمة وتحت ضغط القيم الاجتماعية أو النفاق الاجتماعي فإنها (المطلقة والأرملة) تلبي رغبتها الجنسية عبر مغريات جنسية أخرى أو انحرافات تخالف الاجتماعي والأخلاقي. وإنها وإن فعلت فلن تحس بالذنب ولن يساورها قلق عصابي بمبرر خضوعها لفعل تدميري، تدميرها بوصفها آخر من أجل إثبات الأنا/الذات، ذات الرجل الزوج الذي يعمل على ضمان استمرار فحولته وسلطته البطريركية. إنهن عندما يتعاملن جنسيا مع الغير، سواء كان الفعل الجنسي معلنا أم مضمرا، في العلن أم في التكتم،فإنه تعامل تدميري لاشعوري متعمد للذات. إنه انتقام لا إرادي، بل فعل ثوري على النمطي وعلى النظام الاجتماعي الذي كبلهن بقيمه وقوانينه ونواميسه، ووهب الرجل حق التصرف في أنوثتهن.إنه مجتمع غير عادل في رأيهن، لكونه أخضع الرجال والنساء لتراتبية متفاوتة وهرمية مزيفة خلقها الرجال، أولئك الذين منحوا أنفسهم القدرة على تخصيب أكبر عدد ممكن من النساء ودعمهم الكتاب المقدس بتمتيعهم بأربعة، بينما حتم على المرأة الاستقرار بالعلاقة مع شريك واحد لحماية الإرث البيولوجي المتمثل فيما تنجبه من أطفال. كما وهبهم حق التطليق والهجر في المضاجع والحرية والاستقلال في الاختيار حسب ذوقهم وميولهم الجنسي في الوقت الذي لا تجد فيه أغلب العوانس من يلبي حاجاتهن الاجتماعية الدائمة. فالمجتمع المغربي لا يسمح لهن بتوسع هامش استقلاليتهن الجنسية، بل ينظر إلى المطلقة الأربعينية من زاويتين:
1 زاوية المتعة، فهي امرأة لها قابلية المغامرة الجنسية لاشتياقها الشبقي للذة ولحرمانها من السعادة المفقودة ومعاناتها من شلل العلاقات الجنسية، مما يجعلها مرتعا للتحرش ومطمعا لكل من هب وذب من الذئاب. 2 زاوية التدين: يخضع المجتمع المغربي لمعايير الدين الاسلامي ومن تم فهو يقوم المرأة المطلقة والأرملة الأربعينية انطلاقا من قوة العناصر الماسكة للروابط الاجتماعية ومرونة القيم الأخلاقية. لذلك فعلى الأرملة والمطلقة المحافظة على طهارتهما النائية عن المعصية والشر والرذيلة والقبح، وعليهما أن تتربصا بمن قد يكون لهما بعلا جديدا تستأنفان معه حياة جديدة طاهرة، فيحميهما وأولادهما من المكاره والشطط والزلل والخطايا. وإن لم يتم لهما ذلك، في رأي المجتمع المغربي المسلم، ففي داخلهما الجنة "أعدت للمتقين" والحافظات فروجهن عسى هن الظفر بفارس أحلامهن في الدار الآخرة إسوة بالمؤمنين الذين سيستمتعون بحور عين وكواعب أثرابا. إنهن خرفن جنسيا وعليهن العودة إلى الله والاندماج في رحابه والاهتمام بأطفالهن. أما الأرملة فهي لا تشد عن هذه القاعدة الاجتماعية التي تحط من قيمة المرأة وتستهجنها. إنها في حكم المجتمع هجالة لا يستحب الزواج بها وفاشلة و"نذيرة نحس" وعلامة على "الصكوعية". أما إذا فكرت في إشباع رغبتها الجنسية بعد انتهاء الحداد والعدة، فهي زانية منحرفة، لا تفكر إلا في الجنس ولا يهمها مصير أبنائها.
لكن أليس لهن الحق في تلبية رغبة طبيعية شرعتها الكتب السماوية والقوانين الوضعية والأعراف البشرية عبر التاريخ؟ ألا يعتبر الفعل الجنسي رمزا للتجمع البشري والحيواني معا؟ ألا يتكامل الاجتماعي والليبيدي ليكونا وحدة طبيعية للإنسان، ونسقا موحدا من العلاقات والانصهارات والنزعات والتكاملات؟ ألا يكون الجنس تعبيرا عن رغبة مطمورة في بنية الإنسان اللاشعورية؟ ألم يوجد المجتمع إلا بالجنس والتناسل المفضي للإنجاب؟ فالاجتماعي مغمور بالليبيدي والعكس صحيح. لذا فإن المطلقة والأرملة، حتى في سن اليأس أو الأربعين والخمسين من العمر، ورغم التغيرات البيوفيزيولوجية التي تطرأ على أجسادهن، يبقين أكثر رغبة في الجنس مهما لجأن إلى طمس تلك الرغبة وكبتها بفعل الرقابة الاجتماعية. وما لجوؤهن إلى التجميل سواء بالمنتوجات الصيدلانية أو ترميم الجسد والوجه والأنف عبر الجراحة الطبية التجميلية لدى بعضهن إلا دليلا على طقوس جنسية وتعبيرا عن النشاط الشبقي اللبيدي. وقد يحصلن على المتعة الجنسية، في حال تعذرها فعليا، عبر اللمس والاحتكاك المباشر والمصافحة باليد والتقبيل والرقص والنظرة والشم والرائحة والتخيل والحلم. ففي هذه التجارب الوجودية التي تحاول المطلقة والأرملة تعويض متعة جنسية حرمت منها بفعل ظروف شاءت أن تصبحن فيها من دون زوج(قهرا أو موتا)، يتلهى جسدهن بالإحساس بمتعة لذة عابرة "فعلية أحيانا ومكسرة لترسبات الضمير" أو تخيلية حلمية تعويضا للذة كانت تعاش بطريقة اعتيادية وتخفيفا لقلق خانق وألم يمزق الأحشاء ويكسر الوجدان وتدغدغ المشاعر.
ولا يفوتنا التذكير بأن سيطرة الرجال على النساء بدأت تتآكل وتنهار تدريجيا في المجتمع المغربي بفعل عوامل التغير والتحديث ومنها قانون مدونة الأسرة وبرنامج إدماج المرأة في التنمية ومساواتهن مع الرجال في المهن والمسؤوليات والحقوق، مما أغضب الكثير من "الذكور" وأدى إلى تنامي الطلاق والعنف المنزلي والاغتصاب من جهة، ومن جهة أخرى إلى أزمة النشاط الجنسي لدى النساء مما دفع بعضهن إلى البحث عن سبل لإرضاء هذه الرغبة الملحة خارج الشرعية.
ومهما يكن من أمر، فإن كانت ظاهرة الحياة الجنسية عند المرأة الأربعينية المطلقة أو الأرملة قد خضعت في دول غربية لدراسات منهجية صارمة وتوصلت إلى نتائج تؤكد ازدياد الرغبة الجنسية عند هذا الصنف من النساء ذوي الخاصية العمرية المحددة ورغبتهن في تكوين علاقة حميمية أفضل من السابقة، فإننا في المغرب، لا نملك دراسات دقيقة مبنية على الإحصاء والاستمارات والمنهج العلمي، ولا دراسة مقارنة تركز على توضيح الخصوصيات، فالمطلقة أو الأرملة في أمريكا أو في الدول الغربية وفي إسرائيل والصين ليست هي نفسها في المغرب، كما أن الرغبة الجنسية تشترط توفر معطيات نفسية ومناخ سوسيواقتصادي خاص، والمرأة في سن الأربعين في العالم الغربي الديمقراطي اكتمل جمالها، وتم حسنها، وأزهرت وأينعت وحان قطافها، في حين أنها في العالم العربي ومنه المغرب، تبدو غارقة في الهم والغبن والشيخوخة واليأس. وعليه نؤكد أننا لا نملك إحصائيات ولا دراسات علمية منهجية صارمة في هذا المضمار، كلما هناك انطباعات وتأويلات لتصورات ومعرفة وصفية لحالات معزولة في الزمان والمكان مما يجعلنا نشرح المعروف بالمجهول في غيبة الذي يتميز بخاصة الكشف عن المجهول إذ لا علم إلا بالخفي.
فمتى يراعي المجتمع في شكله العلماني اللائكي، المتدين أو اللامتدين، المسلم أم المسيحي أو اليهودي أو المزدكي أو الصابئي أو الزردوشتي أو البوذي أو الغنوصي... حق المطلقة والأرملة في المتعة والسعادة الجنسية وتكسير جدار الإرهاب الجنسي الذي يعنفها؟ أليس لهن الحق في اقتحام حدائق المتعة ولو في سن الحكمة والعفة وخمود الشهوة حسب البعض؟
هل صحيح أن النساء اللواتي يفقدن أزواجهن يصبن باضطرابات جنسية تصل إلى ضمور وصغر العضو المهبلي لديهن ؟ وهل صحيح أن الشعور الجنسي لديهن قد يثار بمجرد احتكاك بسيط؟ ما مدى صحة كونهن لا يفكرن بالجنس لأنهن منشغلات بتربية أبنائهن والتفكير في مستقبلهن؟ هل هذا مجرد رأي "دبلوماسي" يحاول أن يجعل منهن قديسات نذرن أنفسهن لتربية أبنائهن ويجبرهن على قضاء أجمل لحظات حياتهن في الوحدة والحرمان؟
أجرى علماء بريطانيون دراسة جديدة حول عملية التغيرات ونوعية الحياة الجنسية لدى المرأة مع تقدم العمر ، وكشفت نتائج الدراسة انه مع التقدم فى السن, يحدث تحسن فى الحياة الجنسية لديها وتزداد الرغبة في العلاقات الزوجية الحميمية. وشملت الدراسة 2000 امرأة و 77 في المئة من النساء قالوا إن حياتهم الجنسية كانت في ذروتها عندما كانوا في سن 40-50 عاما, وقال 82 % من النساء من هذه الفئة العمرية على حد تعبيرهم ان الجنس لم يكن أكثر أهمية بالنسبة لهم مما كانت عليه في هذه السن.
ووجدت الدراسة أيضا أن النساء في العقد الرابع أقل عرضة للقلق بشأن مظهرهن، وتعتقد 37 في المئة منهن أن امتلاكهن جسدا كاملا يحسن حياتهن الجنسية، بالمقارنة مع 57 في المائة من النساء في العشرينات، واللاتي حملن أجسادهن مسؤولية تدمير حياتهن الغرامية.
و دعمت دراسات أخرى هذه النتائج التي توصل إليها الأطباء البريطانيين. فعلى سبيل المثال ، وجد العلماء في الولايات المتحدة ان النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين أربعين سنة ترغب في المزيد من الجنس عن النساء الأصغر سنا, وقال الطبيب النفسي "بولدن جين" الذي اشرف على اكثر من دراسة علمية عن النساء في منتصف العمر ، أن النساء يعلو لديهن الاحساس والاهتمام بالحياة الجنسية مع التقدم في السن . وأوضح الدكتور جين أن ذلك يحدث لأن المرأة في منتصف العمر تكون تعلمت كيفية الحصول على الارتياح في السرير، وتهتم بمظهرها أكثر من النساء الأصغر سنا، وتكون أكثر خبرة في كيفية إظهار مفاتنها للزوج . والأهم من ذلك أن النساء بعد سن ال 40 يكن أكثر ثقة بالنفس ولا يخشين البدء بطلب ممارسة الجنس بالتلميح او التصريح، والى جانب ذلك تعزز التغيرات الهرمونية الدافع الجنسي لدى النساء.
هذه الدراسات العلمية لن يؤمن بها المتشددون الذين يرون أن على المرأة المطلقة او الارملة - التي تجاوز عمرها الأربعين- أن تعكف على تربية أبنائها وتنشئتهم بدل التفكير في زواج ثان, متناسين أن الشريعة الاسلامية أعطت لهن عدة يمكن أن تشرع بعدها في إعادة بناء حياة أخرى.
والجدير بالذكر أن الكاتبة سمية نعمان جسوس قد سبق وتناولت هذا الموضوع في مقال لها صدر في مجلة الأسرة 2003 ترجمته الصحافية فاطمة طويل تحت عنوان " لماذا تحرم الأرامل من حقهن في السعادة" وجاء فيه أن للمطلقة والأرملة حق في المتعة, كيفما كان وضعها الاجتماعي عاملة او عاطلة , أمٌا أو غير أمٌ, غير ان المجتمع أكبر معيق ورافض لهذا الحق , حيث ترفض الاسرة زواج ابنها من امرأة ليست عذراء وسبقت ان تذوقت المعاشرة الجنسية ويمكن ان تكون فريسة سهلة لأي رجل ، حتى الأوساط العصرية، المثقفة، تقف بالمرصاد في وجه ابنها إن هو راغب في الزواج بمطلقة أو أرملة وتعمل ما يستحيل من حيل وأساليب لإفشال هذا المشروع الذي تعتبره مأساة.
عندما يموت الرجل لا تدخل المرأة في حداد على زوجها فحسب, بل على حياتها العادية والجنسية وعلى أنوثتها التي يحرص المجتمع على قبرها ودفنها معه ، فينعتونها " بالهجالة " وينعتون أبناءها "بأبناء الهجالة" ويحملونها مسؤولية وفاة زوجها، إن هو مات دون مرض كانت هي نحسا عليه وإن مات مريضا كانت هي التي قتلته ب"الفقايس" ، اما إذا توفي بعد الشيخوخة فقد عجلت بموته لأنه قبل الزواج بها كان صلبا قويا. لكن هل سيكون هذا رأي الأسرة لو كان المتوفى هو صهرهم وان الأرملة أو المطلقة هي ابنتهم؟
ترى سمية جسوس" أن عائلة الأرملة ترى أن ابنتها غُصبت في حياتها (تْغْصْبَتْ) لذا تجدها ترحب بأي عريس يعوض خسارة ابنتها، خاصة إذا كانت الأسرة معوزة، وكان للمطلقة أطفال, فتضحى عبئا ثقيلا لايخفف من وطأته إلا الزواج ثانية. أما إذا كانت الأسرة ميسورة الحال، فتسعى لتزويج ابنتها الأرملة كي تحافظ على وضعها الاعتباري داخل المجتمع.
عموما ترى أسرة الأرملة في الزواج حماية لسمعة ابنتها، حمايتها من الضياع ومن الوحدة.أما أسرة الزوج والمجتمع فيرى في زواج الأرملة "رذيلة" حيث يكون السبب أساسا هو هاجس الجنس وأنها تريد الزواج لتعويض المتعة التي فقدتها بفقدان زوجها ، وكأن الزواج هو عقد نكاح فقط."
في مجتمعنا يسود الاتفاق على أن الرجل في حاجة دائمة لامرأة بجانبه وقد يتزوج في أي فترة من عمره، حتى في أرذله، وقد يكتفي بواحدة وقد يتجاوز الأربع ،ويشترط أن تكون نساؤه صغيرات السن، فهل سأل أحد الأرملة هل هي في حاجة إلى رجل، ولماذا؟
يحتاج الرجل لامرأة تهتم به، بالبيت، وأيضا للمعاشرة الجنسية، فهل تستطيع الأرامل الاستغناء عن هذه المعاشرة وبالتالي البقاء دون زوج.
"إن مقولة أن المرأة ترغب في الجنس أمر حقيقي ووارد، لا الإسلام ولا القانون يمنعان حق الرغبة والمتعة عن المرأة. لكن المجتمع يقف في وجه هذا الحق حيث يعتبرها وهي في سن الأربعين قد أصابت الشيخوخة ،أما في 45 سنة و 50 فينعتها بالحمقاء،وبدل أن تفكر بالله وحج بيته تفكر في الزواج".
لقد جاء في دراسة الكاتبة شهادات لأرامل ومطلقات أجمعن أن رغباتهن الجنسية لم توأد مع موت أزواجهن و أن الشعور بأنوثتهن لم ينقص مع موتهم مما زاد من أزمتهن النفسية وعمقها ومن تلك الشهادات:
"إنها أول مرة أبوح فيها بذلك. افتقد للعلاقة الجنسية، إني أرملة منذ 24 سنة، عمري الآن 49 سنة، منذ 25 سنة لم أعش متعة لقاء مع رجل يضمني بين ذراعيه، إن هذا ينقصني بشكل رهيب"".
«لا أكذب على الله يا بنيتي، كايجيني ذاك الاحساس»، تقول يامنة 68 سنة في قالب فكاهي وهي تضحك» .أما عائشة 70 سنة فتقول "نعم منذ سنين وأنا أشعر بالرغبة في ممارسة الجنس ، ولم أشبعها أبدا، أحاول فقط أن أهدئ نفسي" أرملة منذ 39 عاما لم يزر جسدها يوما رجل تبكي الليالي التي عاشتها وحيدة،" لكني مؤمنة بالله، حلمت عدة مرات بالزواج ثانية، لكن لا أحد يرغب في أرملة مفلسة بخمسة أبناء، عانيت كثيرا لا أحد اطلق له ظفائري، واكشف له عن جسدي, لا أحد غير الله أتوجه إليه كي يرزقني الصبر"
العديد من النساء الأرامل يمارسن الجنس في الحلم "أحلم أني أمارس الجنس أحيانا استيقظ وسط الحلم لأجدني وحيدة، هذا يجعلني حزينة ويضاعف معاناتي" تبوح (نذيرة، 43 سنة، ممرضة)".
فلنسلم جدلا أن الرغبة الجنسية تخف عند النساء فوق الاربعين سنة ان لم نقل تنعدم , ولنفترض كذلك أنهن يصبن باضطربات جنسية تصل الى حد ضمور وصغر العضو المهبلي لديهن , إذن ما الذي يفسر الخيانة التي تعرض لها الكثير من الأزواج الذين يشتغلون بدول أو مدن بعيدة عن بيت الزوجية, علما أنهم يوفرون للأسرة كل ظروف العيش الكريم ؟
وللوقوف عند هذه القضية أكثر، اتصلنا بالدكتور الهادي الهروي، أستاذ خبير في العلوم الاجتماعية لإعطائنا وجهة نظره بالموضوع وكانت إجابته كالآتي:
هل تحتاج المطلقات والأرامل للجنس بعد تجاربهن في هذا المجال؟ وهل العملية الجنسية ضرورة ملحة لتوازنهن النفسي الفردي والاجتماعي الجمعي؟ وهل تعتبر العملية الجنسية الميكانيكية حافظة بيولوجية من تآكل الأعضاء الجنسية, سواء عند الإناث والذكور وإذا كان الجنس في المنظور الفرويدي والتحليل النفسي عموما أساس الحياة الانسانية ومنظم العلاقات الاجتماعية، من حيث إنه متعة ولذة وسعادة وكابت للفوضى والعنف وميكانيزم للاستقرار والتوازن وواق من الأمراض النفسية والعقلية المستعصية، فما هي الوضعية الجنسية التي تكون عليها المطلقة والأرملة حين تفقدان الزوج، هل تلجآن إلى آليات دفاعية لتعويض نقصهما الليبيدي؟
لا أنكر مع علماء الاجتماع أهمية وضرورة المقاربات السوسيولوجية للجنسية والجنس . فالمطلقة أو الأرملة المغربية امرأة لها غرائز وميولات فطرية وانفعالات ورغبات، وتخضع لتنظيم اجتماعي يؤثر على حياتها الجنسية والمهنية والمنزلية. وبما أن الشهوانية تؤدي دورا كبيرا في المجتمع وتؤثر في الحياة الجمعية، فإن المطلقة والأرملة ولو في سنها الأربعين، منصهرة في هذه الشهوانية، الشيء الذي يدفعها إلى البحث عن مناخ من حرارة وجدانية اتصالية مهبلية واقعية أو توهمية. وحتى وإن لم تفعل بفعل معيق الحشمة وتحت ضغط القيم الاجتماعية أو النفاق الاجتماعي فإنها (المطلقة والأرملة) تلبي رغبتها الجنسية عبر مغريات جنسية أخرى أو انحرافات تخالف الاجتماعي والأخلاقي. وإنها وإن فعلت فلن تحس بالذنب ولن يساورها قلق عصابي بمبرر خضوعها لفعل تدميري، تدميرها بوصفها آخر من أجل إثبات الأنا/الذات، ذات الرجل الزوج الذي يعمل على ضمان استمرار فحولته وسلطته البطريركية. إنهن عندما يتعاملن جنسيا مع الغير، سواء كان الفعل الجنسي معلنا أم مضمرا، في العلن أم في التكتم،فإنه تعامل تدميري لاشعوري متعمد للذات. إنه انتقام لا إرادي، بل فعل ثوري على النمطي وعلى النظام الاجتماعي الذي كبلهن بقيمه وقوانينه ونواميسه، ووهب الرجل حق التصرف في أنوثتهن.إنه مجتمع غير عادل في رأيهن، لكونه أخضع الرجال والنساء لتراتبية متفاوتة وهرمية مزيفة خلقها الرجال، أولئك الذين منحوا أنفسهم القدرة على تخصيب أكبر عدد ممكن من النساء ودعمهم الكتاب المقدس بتمتيعهم بأربعة، بينما حتم على المرأة الاستقرار بالعلاقة مع شريك واحد لحماية الإرث البيولوجي المتمثل فيما تنجبه من أطفال. كما وهبهم حق التطليق والهجر في المضاجع والحرية والاستقلال في الاختيار حسب ذوقهم وميولهم الجنسي في الوقت الذي لا تجد فيه أغلب العوانس من يلبي حاجاتهن الاجتماعية الدائمة. فالمجتمع المغربي لا يسمح لهن بتوسع هامش استقلاليتهن الجنسية، بل ينظر إلى المطلقة الأربعينية من زاويتين:
1 زاوية المتعة، فهي امرأة لها قابلية المغامرة الجنسية لاشتياقها الشبقي للذة ولحرمانها من السعادة المفقودة ومعاناتها من شلل العلاقات الجنسية، مما يجعلها مرتعا للتحرش ومطمعا لكل من هب وذب من الذئاب. 2 زاوية التدين: يخضع المجتمع المغربي لمعايير الدين الاسلامي ومن تم فهو يقوم المرأة المطلقة والأرملة الأربعينية انطلاقا من قوة العناصر الماسكة للروابط الاجتماعية ومرونة القيم الأخلاقية. لذلك فعلى الأرملة والمطلقة المحافظة على طهارتهما النائية عن المعصية والشر والرذيلة والقبح، وعليهما أن تتربصا بمن قد يكون لهما بعلا جديدا تستأنفان معه حياة جديدة طاهرة، فيحميهما وأولادهما من المكاره والشطط والزلل والخطايا. وإن لم يتم لهما ذلك، في رأي المجتمع المغربي المسلم، ففي داخلهما الجنة "أعدت للمتقين" والحافظات فروجهن عسى هن الظفر بفارس أحلامهن في الدار الآخرة إسوة بالمؤمنين الذين سيستمتعون بحور عين وكواعب أثرابا. إنهن خرفن جنسيا وعليهن العودة إلى الله والاندماج في رحابه والاهتمام بأطفالهن. أما الأرملة فهي لا تشد عن هذه القاعدة الاجتماعية التي تحط من قيمة المرأة وتستهجنها. إنها في حكم المجتمع هجالة لا يستحب الزواج بها وفاشلة و"نذيرة نحس" وعلامة على "الصكوعية". أما إذا فكرت في إشباع رغبتها الجنسية بعد انتهاء الحداد والعدة، فهي زانية منحرفة، لا تفكر إلا في الجنس ولا يهمها مصير أبنائها.
لكن أليس لهن الحق في تلبية رغبة طبيعية شرعتها الكتب السماوية والقوانين الوضعية والأعراف البشرية عبر التاريخ؟ ألا يعتبر الفعل الجنسي رمزا للتجمع البشري والحيواني معا؟ ألا يتكامل الاجتماعي والليبيدي ليكونا وحدة طبيعية للإنسان، ونسقا موحدا من العلاقات والانصهارات والنزعات والتكاملات؟ ألا يكون الجنس تعبيرا عن رغبة مطمورة في بنية الإنسان اللاشعورية؟ ألم يوجد المجتمع إلا بالجنس والتناسل المفضي للإنجاب؟ فالاجتماعي مغمور بالليبيدي والعكس صحيح. لذا فإن المطلقة والأرملة، حتى في سن اليأس أو الأربعين والخمسين من العمر، ورغم التغيرات البيوفيزيولوجية التي تطرأ على أجسادهن، يبقين أكثر رغبة في الجنس مهما لجأن إلى طمس تلك الرغبة وكبتها بفعل الرقابة الاجتماعية. وما لجوؤهن إلى التجميل سواء بالمنتوجات الصيدلانية أو ترميم الجسد والوجه والأنف عبر الجراحة الطبية التجميلية لدى بعضهن إلا دليلا على طقوس جنسية وتعبيرا عن النشاط الشبقي اللبيدي. وقد يحصلن على المتعة الجنسية، في حال تعذرها فعليا، عبر اللمس والاحتكاك المباشر والمصافحة باليد والتقبيل والرقص والنظرة والشم والرائحة والتخيل والحلم. ففي هذه التجارب الوجودية التي تحاول المطلقة والأرملة تعويض متعة جنسية حرمت منها بفعل ظروف شاءت أن تصبحن فيها من دون زوج(قهرا أو موتا)، يتلهى جسدهن بالإحساس بمتعة لذة عابرة "فعلية أحيانا ومكسرة لترسبات الضمير" أو تخيلية حلمية تعويضا للذة كانت تعاش بطريقة اعتيادية وتخفيفا لقلق خانق وألم يمزق الأحشاء ويكسر الوجدان وتدغدغ المشاعر.
ولا يفوتنا التذكير بأن سيطرة الرجال على النساء بدأت تتآكل وتنهار تدريجيا في المجتمع المغربي بفعل عوامل التغير والتحديث ومنها قانون مدونة الأسرة وبرنامج إدماج المرأة في التنمية ومساواتهن مع الرجال في المهن والمسؤوليات والحقوق، مما أغضب الكثير من "الذكور" وأدى إلى تنامي الطلاق والعنف المنزلي والاغتصاب من جهة، ومن جهة أخرى إلى أزمة النشاط الجنسي لدى النساء مما دفع بعضهن إلى البحث عن سبل لإرضاء هذه الرغبة الملحة خارج الشرعية.
ومهما يكن من أمر، فإن كانت ظاهرة الحياة الجنسية عند المرأة الأربعينية المطلقة أو الأرملة قد خضعت في دول غربية لدراسات منهجية صارمة وتوصلت إلى نتائج تؤكد ازدياد الرغبة الجنسية عند هذا الصنف من النساء ذوي الخاصية العمرية المحددة ورغبتهن في تكوين علاقة حميمية أفضل من السابقة، فإننا في المغرب، لا نملك دراسات دقيقة مبنية على الإحصاء والاستمارات والمنهج العلمي، ولا دراسة مقارنة تركز على توضيح الخصوصيات، فالمطلقة أو الأرملة في أمريكا أو في الدول الغربية وفي إسرائيل والصين ليست هي نفسها في المغرب، كما أن الرغبة الجنسية تشترط توفر معطيات نفسية ومناخ سوسيواقتصادي خاص، والمرأة في سن الأربعين في العالم الغربي الديمقراطي اكتمل جمالها، وتم حسنها، وأزهرت وأينعت وحان قطافها، في حين أنها في العالم العربي ومنه المغرب، تبدو غارقة في الهم والغبن والشيخوخة واليأس. وعليه نؤكد أننا لا نملك إحصائيات ولا دراسات علمية منهجية صارمة في هذا المضمار، كلما هناك انطباعات وتأويلات لتصورات ومعرفة وصفية لحالات معزولة في الزمان والمكان مما يجعلنا نشرح المعروف بالمجهول في غيبة الذي يتميز بخاصة الكشف عن المجهول إذ لا علم إلا بالخفي.
فمتى يراعي المجتمع في شكله العلماني اللائكي، المتدين أو اللامتدين، المسلم أم المسيحي أو اليهودي أو المزدكي أو الصابئي أو الزردوشتي أو البوذي أو الغنوصي... حق المطلقة والأرملة في المتعة والسعادة الجنسية وتكسير جدار الإرهاب الجنسي الذي يعنفها؟ أليس لهن الحق في اقتحام حدائق المتعة ولو في سن الحكمة والعفة وخمود الشهوة حسب البعض؟
لمست الجرح احسنت فقد كنت ضحية طلاق تعسفي منذ اربع سنوات و ها انا اليوم اتجرع همي خاصة مع بنت صغيرة و مجتمع لا يرحم و جسد ينادي للفطرة و قلب يخاف انتهاك حدود الله و اهل يرون في زواجي ضياعا لابنتي و قانون يفرض علي ان تزوجت ان اتنازل عن حضانة ابنتي فاين اذهبمن كل هذالقد لمست الجرح فعلا الرجال طلمع ن و العمر يتقدم و البنت نكبر و رغبتي فيونيسيؤنسنيو تانسه تكبر يوما بعد يوم
ردحذف