أكدت دراسة إيطالية أن الرجال مبرمجون
بيولوجياً للوقوع في شراك الحب لدى بلوغهم سن الخمسين،إن سن الخمسين ما هو
إلا تتويج لعلاقة متصاعدة في التعلق والمحبة، والرغبة والقبول لا ينعدمان
في هذا السن لكنهما يأخذان منحى آخر وبعدا آخر .
يؤكد الدكتور عادل نجيب أستاذ الطب النفسي
أن هذه الدراسة لا تصلح لمجتمعنا ، وأحد أهم الأسباب هو فقداننا لما يسمى
باللياقة العاطفية، فنحن مجتمعات صعب فيها التعبير عن مشاعرنا، لأن تراثنا
وعاداتنا تمنع الرجل في الأساس من التعبير عن مشاعره وحبه، وبالتالي إذا
سنحت له الفرصة بتغيير الظروف، يكون التأثير شديدا وسلبيا عليه، لأنه لا
يملك اللياقة المناسبة، فإذا كان الرجل هكذا فما بالك بالمرأة فرصتها أقل
في التعبير عن مشاعرها، وهذه اللياقة تحتاج إلى تدريبات في الاستخدامات
الصحيحة للمشاعر، بمعنى أن تستخدم الكلمات في مواقعها وتوقيتها المناسبين،
ولهذا السبب الحب في سن متأخرة في مجتمعاتنا العربية تكون لها آثار سلبية حب
الرجل الكبير للأنثى الصغيرة مدمر للرجل، لأنه يفتقد اللياقة لمجاراة
مشاعر الشباب، والعكس صحيح بالنسبة إلى المرأة الكبيرة والزوج الصغير،
والحب بشكل عام هو مشاعر مؤقتة تستمر بالتوافق بين الطرفين والعمل لمصلحة
العلاقة وليس لمصلحة طرفها، لذلك
إذا أراد الرجل أو المرأة في هذه المرحلة العمرية المتأخرة أن يستمر الحب،
فعليهما أن يعملا لمصلحة الذات الثالثة أي للرابطة بينهما، من خلال التغذية
المعنوية السليمة لها، و التي هي باختصار الخلافات والاختلافات، أي
التفاهم بين الطرفين أهم عنصر من عناصر الربط في العلاقة وهو الاتصال
الشفاف، أي الحوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق