فقبل البدء أود التأكيد أنه لا ضرورة لاستئصال الكيسات الدهنية، واستئصالها فقط إما تجميلياً أو استقصائياً لتأكيد التشخيص، ولو كانت كيسات دهنية وتركت فإنها لن تكون خطيرة، ويمكن مراجعة طبيب الجلدية الذي له خبرة بالجراحة الجلدية أو جرّاح التجميل.
وأود أن أذكر أيضاً بأن الكيسات الدهنية مرضٌ سليم تتفاوت فيه الكيسات في حجمها بين عدة ملليمترات إلى عدة سنتيمترات، وقد تنفتح بين الحين والآخر، ويخرج منها مادة دهنية ذات رائحة كريهة قد يظنها البعض صديداً، وقد تتقيح فتفرز صديداً، وينبغي أخذ مسحة من هذا الصديد لفحصه وزرعه، وتحديد المضاد الحيوي المناسب، وهي غالباً ما تستمر إن لم تستأصل، ولكنها تبقى على حجمها ما لم تتقيح، وهي ليست خطيرة، خاصة إن تم تأكيد التشخيص.
وإن كانت هذه الكيسات عديدة فيجب على الأقل استئصال واحدة للفحص المجهري وتأكيد التشخيص، وأما علاجها فيكون على النحو التالي:
- الاستئصال الجراحي الكامل عند الجراح أو طبيب الجلدية، مع إرسال الجزء المستأصل إلى المختبر لتحليله وفحصه نسيجياً، وهذا ضروري لتأكيد التشخيص.
- وعند عدم الرغبة بالاستئصال فهناك طرق أبسط، وهي أخذ المضادات الحيوية عن طريق الفم، والرضا بكتلة الكيسة التي لن تزول بزوال التقيح، أي أن هذا العلاج هو علاجٌ للتقيح والإنتان وليس للكيسة نفسها.
- كما يمكن كذلك حقن الكورتيزون المدد داخل الكيسة، وهذه الطريقة تُفيد في الكيسات الصغيرة غير المتقيحة، ولكن يجب التأكد من التشخيص من أنها كيسة وليست خراجاً أو دملاً ناكساً.
- ينبغي ألا تُعصر وألا تُفرغ باليد؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار التقيح.
وباختصار: يجب مراجعة طبيب الجلدية لتشخيصها أو جراح التجميل لاستئصالها، وبينهما الزرع والتحليل المخبري للاطمئنان، وبشكل عامٍ: فليس هناك من خطر إلا استمرار التقيح واحتمالات انتشاره أو وجود بعض المضاعفات من عدم شفاء هذا التقيح الثانوي للكيسة، ونادراً ما تتكلس بعض الكيسات ويمكن استئصالها بعد تكلسها ولا يضر ذلك شيئاً، وإن الألم والصلابة التي تشبه العظم في الكيسة هما من علامات التكلس.
وختاماً: فالكيسات الدهنية غالباً غير مؤلمة إلا إذا تقيحت أو أصابها الالتهاب، وينبغي تجنب ذلك وعلاجه إن حدث، كما أنها ليست خطيرة، ولكن قد تتكلس وتصبح مؤلمة أو تبقى على حالها، ولا داعي لإزعاجها أو إزعاج نفسك بها.
وبالله التوفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق