المشاركات الشائعة

12‏/12‏/2011

مقال جريء يتضمن معلومات موثقة لطبيعة عمل دايتون بالضفة


نشر البروفسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، مقالاً مفصلاً يوم أمس الجمعة 3/7/2009 على موقع "الجزيرة نت" وضح من خلاله وظيفة الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" في الضفة الغربية المحتلة وأهدافه وآليات عمله وطبيعة العلاقة بينه وبين أجهزة عباس.

ويلقي د. قاسم في بداية مقاله الذي عنونه بـ"دايتون: زعيم فلسطين" لمحة سريعة حول شخصية دايتون المولود عام 1949 ويحمل عددا من الشهادات العلمية العليا، وسبق له أن عمل في فرع التدريب حول السياسة السوفييتية، وفي ميدان التفتيش عن الأسلحة العراقية، وهو يتقن اللغة الروسية.

ويشدد قاسم على أن مهمة دايتون لم تكن بالأساس مجرد التنسيق مع الكيان الصهيوني، وإنما قيادة الفلسطينيين بخاصة أجهزة عباس بالطريقة التي تدفعهم إلى تنفيذ البرامج التي تضمن أمن الاحتلال،
وتؤدي بالتالي إلى استقرار الوضع في الضفة الغربية حالياً وغزة قبل الحسم العسكري.

ويتميز مقال قاسم بتسلسل منطقي لوظيفة دايتون من بدايتها إلى نهايتها،
مع ذكر معلومات مهمة وخطيرة عن أساليب التدريب وكيفية تلقي الدعم وعملية مسح الدماغ التي يتعرض لها المتدربون الفلسطينيون في معسكرات التدريب المختلفة، علاوة على أن جميع المعلومات الواردة في المقال موثقة بالأدلة والبراهين.


وفيما يلي المقال كاملا، حيث يحتوي على معلومات مهمة، حول طبيعة عمل دايتون في الضفة المحتلة..
دايتون: زعيم فلسطين
يبدو أن العرب لم يتعلموا كثيرا منذ عهد لورانس العرب الذي مثّل عليهم وكسب ثقتهم وساقهم سوقا نحو القيام بالنشاطات التي خدمت بريطانيا وسياستها الاستعمارية في المنطقة؛ ولم يتعلموا من تجربتهم مع جلوب باشا الإنكليزي الذي كان قائدا للجيش العربي الأردني. لورانس وجلوب موجودان الآن تحت اسم دايتون فلسطين، والذي يعرف تماما عن مدى سذاجة العقل العربي، ويعرف كيف يقوم بأدواره التمثيلية بهدف كسب ثقة الناس المستهدفين. دايتون يقوم الآن بدور البطل الذي سيقيم دولة للفلسطينيين مثلما لعب لورانس دور البطل الذي كان سيقيم مملكة عربية متحدة بقيادة الشريف حسين؛ وهو الآن يدخل في قلوب العديد من العسكريين الفلسطينيين ويقنعهم بأن طريقته في التدريب والأداء والاستهداف هي التي ستؤدي حتما إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

من هو دايتون
كيث دايتون من مواليد عام 1949 وهو ضابط أمريكي يعمل منسقا أمنيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقد تم تعيينه في هذا المنصب عام 2005 من قبل الإدارة الأمريكية. دايتون ضابط متعلم، حاصل على الشهادة الأولى في التاريخ، وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية؛ وهو صاحب خبرة عملية عسكرية خاصة في سلاح المدفعية، ودبلوماسية حيث عمل ملحقا عسكريا في موسكو، وسبق له أن عمل في فرع التدريب حول السياسة السوفييتية، وفي ميدان التفتيش عن الأسلحة العراقية، وهو يتقن اللغة الروسية.


تم تعيينه منسقا أمنيا بسبب خبرته الأمنية والعسكرية وقدرته على إعداد الجنود بطريقة تضمن ولاءهم، وتعزز قناعتهم بالهدف الذي يردده على مسامعهم. ويبدو أن الإدارة الأمريكية كانت تثق بقدرته على إقامة العلاقات العامة الناجحة التي تجعله موضع ثقة من قبل الفلسطينيين الذين يتولى الإشراف عليهم، وواضح أن مهمته لم تكن بالأساس مجرد التنسيق مع إسرائيل، وإنما قيادة الفلسطينيين بخاصة الأجهزة الأمنية بالطريقة التي تدفعهم إلى تنفيذ البرامج التي تضمن أمن إسرائيل، وتؤدي بالتالي إلى استقرار الوضع في الضفة الغربية وغزة. مهمته لم تقتصر على نقل الشكاوى أو المطالب من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإنما امتدت لتشمل برامج تدريبية يخضع لها الفلسطينيون وفق المعايير التدريبية والأخلاقية والسياسية الأمريكية.

هذا الشخص هو الذي يعبث بالدم الفلسطيني الآن في الضفة الغربية، وهو الذي يتدخل مباشرة بالنشاطات الأمنية، وهو الذي يقدر كيفية دعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكيفية توجيهها نحو الأعمال التي ترضي إسرائيل وأمريكا أمنيا. إنه يجلس في مكتبه يخطط، ويقوم بزيارات ميدانية ليطلع مباشرة على أداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية. إنه هو صاحب الكلمة المسموعة في واشنطون حول السلاح الذي يجب تقديمه للسلطة الفلسطينية، ونوعيته، وحول الأموال المطلوبة لدعم النشاطات الأمنية الفلسطينية، وهو يتدخل أيضا في توصيات تعيين مسؤولين أمنيين فلسطينيين. يشكل مع جيكوب واليس، القنصل الأمريكي، في القدس أقوى بؤرة تأثير الآن في الضفة الغربية من نواحي اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية ومالية. إنهما يتحملان مسؤولية كبيرة في إدارة شؤون الفلسطينيين. ويساعدهما في مهامهما عدد من الخبراء والمختصين في المجالات الأمنية لقاء أجور ورواتب مغرية جدا. أما الفلسطينيون فعبارة عن منفذين.

فريق العمل الدايتوني
دايتون ليس هو أول الضباط الأمريكيين الذين يقومون بالتنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ سبقه شخص اسمه وورد ward، والذي انتهت مدة ولايته لصالح دايتون. يقول دايتون في مقابلة مع عبد الرؤوف الأرناؤوط منشورة في الأيام الفلسطينية بتاريخ 26/تشرين أول/2008 إنه يعمل من أجل الفلسطينيين، من أجل أن يكونوا قادرين على تحمل مسؤولية أمن بلدهم، وبذلك يصبحون قادرين على إقامة دولة فلسطينية. لم يتكلم دايتون في هذه المقابلة عن الخدمات الأمنية التي يقدمها للإسرائيليين، وكأنه ليس منسقا أمنيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنما مجرد خادم للشعب الفلسطيني. واضح من خلال المقابلة بأن فلسفة دايتون الأمنية تقول بأن أمن الفلسطينيين يمر عبر أمن الإسرائيليين، والخطر يبقى محدقا بالفلسطينيين ما لم تنم إسرائيل بهدوء.

يقول دايتون في إحدى محاضراته بأنه يتلقى مساعدة من عدد من الضباط الإنكليز والكندييين، ويحدد بأن الإنكليز ثمانية، والكنديين ثمانية عشر. تساعده شركة أمنية خاصة اسمها ليبرا Libra والمكونة من مرتزقة على نمط الشركات الأمنية العاملة في العراق. يقوم هؤلاء الضباط بالتجوال في الضفة الغربية باستمرار ويجتمعون بضباط فلسطينيين وينسقون معهم، ويعملون باستمرار على تقييم الأوضاع الأمنية، ويقدمون النصائح لقيادته. هو يقول بأن الكنديين والبريطانيين عبارة عن آذان وعيون الأمريكيين، وهو يصحبهم معه في حله وترحاله. ويضيف بأنه على اتصال دائم مع مجموعة الشرطة الأوروبية التي تعمل مع الشرطة الفلسطينية. ويتفاخر بأنه يمكن أن يجتمع صباحا مع وزير الداخلية الفلسطيني، ومع مسؤول أمني إسرائيلي في المساء، ويطلب من مستمعيه أن يصدقوا بأن هذا التطور موجود الآن في المنطقة.

يشير دايتون أيضا إلى تعاون بعض البلدان العربية معه مثل الأردن ومصر والإمارات العربية، وإلى تعاون أجهزة أمنية كثيرة ومنها العربية من أجل تحقيق هدف ما يسميه بالسلام. ومن هذا نرى بأن دايتون يقود جهدا دوليا واسعا يتصف بالحساسية الأمنية.

الهدف
دايتون يريد التأكيد على أمن إسرائيل لكي يتم إحراز أي تقدم في العملية التفاوضية. أمن إسرائيل أولا، وأمنها آخرا، وبدون ذلك لا يمكن أن تأذن إسرائيل بتقدم تفاوضي، ولا يمكن أن تناقش حقوقا وطنية بجدية. إنه يؤكد على البنود الأمنية الواردة في اتفاق أوسلو وما بني عليه من اتفاقات مثل اتفاقية طابا، وعلى ما ورد في خريطة الطريق. تقضي الخريطة بضرورة قيام السلطة الفلسطينية بمهام أمنية مثل تجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح وملاحقة المقاومين، وتدمير البنى التحتية للإرهاب. وعلى ذلك، يجب دعم السلطة الفلسطينية ماليا وتسليحا وتجهيزا لكي تتمكن من القيام بالمهام المطلوبة منها.

هذ ليس بالأمر الغريب على الفلسطينيين حيث قامت السلطة الفلسطينية منذ عدة سنوات باعتقال فلسطينيين وزجتهم بالسجون، وأفشلت عمليات عسكرية لفصائل فلسطينية، واستولت على مواقع قالت إنها مخصصة لصناعة المتفجرات أو تستعمل نزليا (لوجستيا) من قبل مقاومين فلسطينيين. مطلوب من السلطة تجديد نشاطها باستمرار وإثبات قدرتها على ضرب المناوئين للعملية التفاوضية بخاصة المسلحين. ولهذا تتركز الجهود الدولية ومنذ أن تم توقيع اتفاق أوسلو على ملاحقة المقاومة الفلسطينية حتى إنهائها تماما، ومتابعة الثقافة الفلسطينية التقليدية المؤمنة بالمقاومة واستبدالها بثقافة الهزيمة والاستسلام والقبول بإسرائل كصاحبة حق بدون منازعة.


يتأسف دايتون على الوضع في غزة وقال بأن حماس استطاعت السيطرة على غزة بسبب الدعم السوري والإيراني المالي والتسليحي مشيرا إلى أن أسلحتها متطورة. طبعا لم يقارن دايتون بين السلاح الذي بيد حماس قبل سيطرتها على القطاع وبين وذلك الذي بيد السلطة، ولم يذكر كيف كانت تدخل الأسلحة المتطورة. كان دايتون خجولا جدا في هذه المسألة لأن القوات التي أشرف على إعدادها وتجهيزها خسرت قبل أن تبدأ المعركة.

يتم طرح القضية الأمنية في كل المؤتمرات والحوارات والنقاشات التي تجري على الساحة الدولية بخصوص النزاع الدائر، ودائما يتم التأكيد بإجماع مختلف الدول العربية وغير العربية على ضرورة توفير الأمن لإسرائيل وذلك بتمكين السلطة الفلسطينية وضرب المقاومة الفلسطينية بلا هوادة. أكد دايتون في محاضرة ألقاها في معهد دراسات الشرق الأدنى بتاريخ 7/5/2009 أنه لا يقدم للفلسطينيين شيئا إلا بعد التنسيق مع الإسرائيليين والحصول على موافقتهم. وأشار إلى أن الإسرائيليين قادوا فرقة من الشباب الفلسطيني للقيام بعملية عسكرية في الخليل، وهي التي استشهد فيها دودين، قائد كتائب القسام. وقد علق ضابط إسرائيلي على الأمر قائلا بأنه يثق بهؤلاء الفلسطينيين الذين قادهم، وهم صادقون معه. أي أن المسألة تتعدى استدخال الهزيمة إلى استطياب العمل العسكري إلى جانب الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.

وأيضا تسعى أمريكا ومن معها على بث الفرقة والفساد والبغضاء في صفوف الشعب الفلسطيني لما في ذلك من مردود إيجابي على إسرائيل وأمنها. من المهم أن يقتتل الفلسطينيون ويتناحروا حتى تبقى إسرائيل متفرجة دون أن يمسها أذى، ولهذا نسمع باستمرار تصريحات من مسؤولين غربيين حول الوفاق الفلسطيني تحذر من أن الاتفاق بين فتح وحماس سيؤدي إلى وقف تدفق الأموال على الشعب الفلسطيني.

آليات العمل
هناك عدد من الآليات يتم استخدامها من أجل تحقيق الهدف، أذكر منها التالي:
أولا: كسب ثقة الفلسطينيين. دايتون وأعضاء فريقه يتلقون الدروس حول الثقافة العربية بصورة عامة والفلسطينية بصورة خاصة من أجل أن يكيفوا سلوكهم بطريقة تبعث الثقة في نفوس الفلسطينيين. هم يتعلمون حول العادات والتقاليد الفلسطينية، ويعملون على استطعام الأكلات الفلسطينية ويمجدونها، ويتصرفون في كثير من الأحيان بالطريقة التي تريح الفلسطيني. وهم يتعلمون حول الحركات التي تجعل الفلسطينيين سعداء، ويبتعدون عن الأعمال والأقوال التي قد تمس بكرامة الأشخاص أو تشعرهم بالإهانة. فكل برنامج دايتون يتطلب اطمئنان الفلسطينيين ويحتاج إلى ثقتهم، وإلا كان الفشل هو النتيجة.
يركز دايتون وفريقه على ضرورة تحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية، ويتحدثون بإسهاب عن أهمية إقامة الدولة الفلسطينية. في كثير من الأحيان، يبدو دايتون وفريقه وكأنهم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين، وهذا جزء مهم من المقاربة لكسب الود والثقة.

ثانيا: التجهيز والتدريب. يصف أحد الكتاب الأمريكيين وهو إيثان برونر Ethan Bronner في مقال له نشرته صحيفة نيو يورك تايمز بتاريخ 7/12/2008 التجهيز قائلا بأنه توجد في مركز تدريب حرس الرئاسة الفلسطينية في أريحا تجهيزات عوائق وقفز، ومختلف أدوات التدريب. ويقول بأن أمريكا أنفقت على هذا المركز الذي تبلغ مساحته 72 دونما 10 ملايين دولار من أموال دافع الضريبة الأمريكي، وفيه تجهيزات حديثة ووسائل نوم مريحة، بعد أن كان الفلسطينيون ينامون على فراش تتفشى فيه البراغيث. وعلى البعد منه يقوم معسكر ميداني على مساحة 140 دونما كلف أمريكا 11 مليون دولارا. قال دايتون لزائره بأن هؤلاء الشباب، أي شباب فلسطين، الذين يتدربون يشعرون بأنهم فريق فائز، وهم يبنون دولة. وأضاف بأنه لم يكن ليستمر لو لم يعرف بأن هؤلاء الشباب سيقومون بالعمل. أنا أثق بالقيادة الفلسطينية.

ويقول برونر بأنه تم تدريب 1600 من القوات الخاصة في الأردن، وهي تقوم الآن بالتنسيق مع القيادة الإسرائيلية بأعمال الدورية بعدد من المدن الرئيسية بالضفة. وقال بأن انتفاضة في الضفة الغربية لم تحصل إبان حرب إسرائيل على غزة بسبب إجراءات الأمن الفلسطيني. قال قائد القوات الفلسطينية في المكان بأن الفلسطينيين يتلقون تدريبهم من قبل دايتون بأموال أمريكية، ووظيفتهم هي حفظ القانون والنظام ومكافحة الإرهاب. وعندما سئل هذا القائد عن استعمال كلمة إرهاب قال بأنهم (أي هو والمتدربون) كانوا يتهمون كل من يستعمل كلمة إرهاب بخصوص الفلسطينيين بالعمالة لإسرائيل، أما الآن فقد تغير الأمر لأن بعض الناس يقومون بالإرهاب تحت شعار المقاومة.

وفق ما يتوفر من إحصائيات، أنفقت أمريكا على تجهيزات خاصة بالأجهزة الأمنية سواء في غزة أو في الضفة الغربية حوالي 161 مليون دولار، وهي تطلب من الكونغريس تخصيص حوالي 60 مليون دولار إضافية.

ثالثا: انتقاء العناصر. يقول دايتون بأن قيادته لا تقبل للتدريب كل من يرغب في ذلك. يتم فحص كل عنصر (واستعمل كلمة الفحص البيطري) من قبل أجهزة الأمن الأمريكية والإسرائيلية قبل الموافقة على الانضمام. وإذا كان التدريب سيتم في الأردن فإنه يتم فحص العنصر من قبل المخابرات الأردنية. المعنى أنه لا يُقبل في التدريب ومن ثم الانضمام إلى أجهزة الأمن الفلسطينية إلا من رضيت عنه أجهزة الأمن الأمريكية والأردنية والإسرائيلية.

رابعا: نوعية السلاح. أكد دايتون أمام لجنة الكونغريس بأن السلاح الذي يعطى للفلسطينيين غير قاتل، وكان ذلك إجابة عن تساؤلات أعضاء اللجنة عن الخطر الذي يمكن أن يشكله السلاح الذي يعطى للفلسطينيين على إسرائيل. طبعا في خاطر الأمريكيين ظن بأن فلسطينيا من السلطة الفلسطينية قد يعبر عن غضبه واستيائه بفتح النار على إسرائيليين، وتبعا لذلك يرون أنه من الممكن أن يشكل سلاح السلطة خطرا على إسرائيل. وقد كانت إجابة دايتون واضحة بأن السلاح الذي يعطى للفلسطينيين تتم معالجته بحيث لا يكون قاتلا بالنسبة للإسرائيليين.

تقديري أن هذا السلاح يتعرض لدرجة حرارة عالية تجعل مداه محدودا جدا بحيث يستطيع أن يطول الفلسطينيين، لكنه لا يطال الإسرائيليين الذين يحتاطون في العادة ويتحصنون. وهذا ما يفسر قول دايتون أمام اللجنة بأن ضباطا إسرائيليين يقومون بفحص السلاح قبل إعطائه للفلسطينيين.

خامسا: الإبقاء على الفلسطينيين مكشوفين أمام الإسرائيليين. حيث أن الإسرائيليين لا يطمئنون لأحد فإنهم يريدون مراكز أمنية فلسطينية مكشوفة ويسهل ضربها بالدبابات فيما إذا شعرت إسرائيل بخطر. واضح أن المراكز الأمنية محصنة ضد أفراد يحاولون التسلل، لكنها لا تصلح بتاتا للصمود في مواجهة الجيش الإسرائيلي ولو لفترة قصيرة.

أما بالنسبة للأفراد فإن إسرائيل ترفض تسليحهم بملابس واقية من الرصاص ذلك من أجل أن يبقى العسكري الفلسطيني معرضا للرصاص الإسرائيلي. ينظر الإسرائيليون إلى الملابس الواقية كعنصر مشجع على إطلاق النار مما يعرض حياة جنودهم للخطر. حتى أن حركة العسكريين وهم في مهام رسمية مقيدة من قبل الإسرائيليين، وهم يحتاجون لإذن لدخول مناطق مصنفة باء وجيما. وعندما يقرر الإسرائيليون دخول مكان يتواجد فيه أفراد من الأجهزة الأمنية فإنهم يأمرون بالإخلاء فيختفي الفلسطينيون بأسلحتهم.

وتحدث دايتون عن الأمن الذي حققه للفلسطينيين قائلا بأن شابات جنين لم يعدن يخشين السير في الشارع، لكنه لم يقل بأن الذين كانوا يتعرضون للفتيات تم استيعابهم في الأجهزة الأمنية، وعدد منهم ما زال يمارس ذات الممارسات المسيئة للشعب الفلسطيني بأسلوب جديد.
عبد الستار قاسم
3 تموز 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق