)
المدافع المضادة للطائرات والتي يشار
إليها بالرمز (م / ط ) اصطلاحاً ، كانت دوماً أحد أكثر أشكال منظومة الدفاع
الجوي تأثيراً في تاريخ الحروب المعاصرة ، والتي نذكر منها قدرتها على
إسقاط عدد من طائرات الحلفاء أثناء حرب الخليج ، كما استطاعت المدافع
الصربية أن تسقط وتعطب عدداً من طائرات الحلفاء في حرب كوسوفو في عام 1999م
، ونسبة كبيرة جداً من أصل 27 طائرة غير مأهولة ( بدون طيار ) استخدمتها
قوات الناتو قد سقطت من قبل مدافع م / ط اليوغوسلافية .
إن المدفعية المقاومة للطائرات تعد السلاح المؤثر ضد العدو الجوي على
الارتفاعات المنخفضة جداً والمنخفضة والمتوسطة . ولقد تطورت مدفعية م / ط
تطوراً يواكب التطور الذي حصل في أسلحة الهجوم الجوي من ناحية سرعة الرمي
وآلية الحركة واعتماد أساليب توجيه آلية . وهي مصممة لتأمين الحماية
المباشرة للقوات في الميدان وأثناء المعركة وتأمين الحماية للأهداف الحيوية
ضد الأهداف الجارية المقتربة بارتفاع منخفض وعلى المديات القريبة من
الأهداف المدافع عنها ولذلك يمكن اعتبارها آخر خط حماية من وسائل الدفاع
الجوي .
وتمتاز مدفعية م / ط بقدرة عالية على المناورة وبذلك يمكن حشدها بسرعة ،
وتعمل في جميع الظروف الجوية وتختلف عياراتها من 20ملم إلى 90ملم ،
والعديد منها متعددة السبطانات .
مميزات المدافع م / ط
ما زالت المدافع م / ط تحتل الصدارة في
تنظيمات الدفاع الجوي لدول عديدة في العالم ، وذلك لتميزها بالعديد من
الخصائص القتالية والتكتيكية فهي رخيصة الثمن بالمقارنة مع منظومات
الصواريخ ، وتمتاز بكثافة نيران عالية وبسرعة رمي كبيرة وبسرعة في فتح
النار على الأهداف وبصغر المنطقة الميتة التي لا يستطيع المدفع مشاغلة
الأهداف فيها . كما أن تكاليف خدمتها وإدامتها بسيطة نسبياً بالمقارنة مع
الطائرات والصواريخ الموجهة .
ومن ناحية أخرى تكون المدافع م / ط قليلة التعرض للتشويش إلا الموجهة
بالرادار ، وبإمكانها مشاغلة الأهداف بالرمي المستمر ولها قابلية لمشاغلة
الأهداف الأرضية والبحرية . وكذلك يمكن رفع حالة الاستعداد لها بوقت قصير
ولديها القدرة على فتح النار أثناء التنقل ومن الوقفات القصيرة
|
|
|
أنواع المدافع م / ط :
يمكن تقسيم المدافع م / ط من حيث عياراتها كما يلي :
المدافع م / ط الخفيفة : والتي يتراوح عيارها بين 20ملم على 59 ملم مثل
مدافع عيار 23ملم ،35ملم ، 37ملم ، 57ملم وتستخدم أساساً لتأمين الحماية
والأهداف الصغيرة ذات الأهمية .
المدافع م / ط المتوسطة : والتي يتراوح عيارها بين 60ملم إلى 100ملم
مثل المدفع 90ملم ، والمدفع عيار 100ملم ، وتستخدم لحماية الأهداف الحيوية
ومناطق القوات من الهجمات المعادية على الارتفاعات المتوسطة بالتعاون مع
الصواريخ والمتصديات .
المدافع م / ط الثقيلة : وهي المدفعية التي يزيد عيارها عن 100ملم
وعادة تستخدم مثل هذه المدافع في البحرية مثل المدفع عيار 127 ملم
والمستخدم لحماية القطع البحرية .
وهناك جوانب أخرى للاختلاف والمقارنة بين مدفعية م / ط حيث تختلف بعدد
سبطاناتها فمنها المفردة والمزدوجة أو الرباعية أو السداسية لزيادة كثافة
النيران . وكلما زاد عدد السبطانات قل عيار المدفع ( قطر السبطانة ) كما
تختلف من حيث عملها فمنها ما يدار يدوياً ومنها ما يدار كهربائياً ، وهناك
اختلافات أخرى في العيار مما يؤدي إلى اختلاف في المدى والارتفاع فكلما صغر
العيار وقل المدى تطلب إبعاد المدفع عن مركز الهدف المحمي لضمانة إصابة
الهدف أو إبعاده قبل نقطة إطلاق القنابل ، وكلما زاد المدى زاد احتمال
الخطأ الناجم عن التصويب . كما يفضل استخدام المدفع الذي يؤمن مديات كافية
لإسقاط الطائرات المعادية قبل إفلات أسلحتها باستخدام أحدث وسائل التسديد
المتوفرة . وتعد المدافع ذات المديات 5-6 كم وارتفاع 4-6كم مثالية
لهذا الغرض في الوقت الحاضر ، وكلما كانت المدفعية م / ط ذاتية الحركة كانت
ملائمة أكثر للعمل مع القوات الميدانية
|
|
|
أجهزة التصويب والسيطرة
تختلف المدافع م / ط فيما بينها بعدة
نقاط من حيث التوجيه ، فغالبية المدافع وبالأخص الخفيفة منها توجه بصرياً
بواسطة أجهزة التسديد الاعتيادية ، بينما يوجه القسم الآخر من المدافع نحو
أهدافه بالرادار والذي يقوم بتحديد الهدف بالحاسبة الإلكترونية . والمدافع
الموجهة بالرادار تستطيع العمل بالرادار ليلاً وبالأحوال الجوية الرديئة
إلا أنها عرضة للتشويش .
كما أن أحد أهم مزايا المدفعية م / ط هي أن الإجراءات المضادة
الإلكترونية لها تأثير ضئيل عليها ، ويمكن الاشتباك في الوضع البصري فقط
إذا استخدمت الإجراءات الإلكترونية المضادة المعادية ، ولكن التصويب البصري
يحتاج إلى حساب زاوية البعد وأفضل طريقة لتحقيق هذه العملية هي أن تكون من
خلال جهاز التصويب نفسه ، وتكمن أهمية نظم السيطرة على النيران ونظم
التصويب في قدرتها على التخلص من قيام العامل بحساب سرعة الهدف واتجاهه
ومداه ، وتؤدي تلك الحسابات اليدوية إلى وجود شك كبير أثناء الاشتباك والذي
يرجع عادة إلى عامل الخطأ البشري.
من الطبيعي أن تكون تلك الأخطاء متغيرة وترجع إلى التدريب غير المتكرر
والضعيف ، والإجهاد والضغط العصبي والجسماني الذي يتعرض له المستخدم أثناء
القتال ، وتعمل جميع هذه العوامل على وجود أخطاء في حسابات زاوية البعد
حيث تتراوح تلك الأخطاء بين (0.6 -2 ) درجة ، وكلما قـَلت دقة التصويب كلما
زاد الانتشار وقل احتمال الإصابة وبالعكس.
لذلك فإن أهمية إزالة دور العامل البشري أو على الأقل محاولة تقليل عدد
المهام التي يقوم بها والعمل على آلية وظائف نظم التصويب ونظم السيطرة على
النيران سيكون له تأثير كبير على دقة النيران .
وقد طورت العديد من الشركات أجهزة التصويب البصرية لتصويب المدافع م / ط
، والأنواع الأساسية من أجهزة التصويب هي التي تستقر بالجيروسكوب ، وكذلك
طورت الشركات المختصة أجهزة لتحديد المدى بالليزر وكذلك أجهزة التصوير
الحراري لتوفير الرؤية ليلاً وأثناء الظروف الجوية السيئة .
لقد تطورت المدافع م / ط من جميع النواحي المتعلقة بأدائها حيث أصبحت
الأنواع الحديثة تعتمد على الأجهزة الآلية في إدارتها وتوجيهها وتضم في
تكوينها أحدث نظم السيطرة على النيران والتصويب مما أكسبها خصائص قتالية
فعالة ضد الأهداف الجوية .
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق