طبقًا
لمؤسسة مارش أوف دايمز فإن حوالي واحد من كل 33 طفل حديث الولادة في
الولايات المتحدة كل عام يولد بعيب خلقي، والعيب الخلقي هو عجز عقلي أو
جسدي ينجم عن تشوهات تظهر عند ولادة الطفل، وقد تتسبب العوامل الوراثية أو
البيئية أو كلاهما معًا في حدوث العيوب الخلقية، وللأسف لا يزال السبب وراء
العيب الخلقي مجهول في حوالي 70% من الحالات.
وأكثر
العيوب الخلقية شيوعًا في الولايات المتحدة هي الشفة المشقوقة أو الحنك
ويصيب حوالي 6800 طفل كل عام، وكذلك متلازمة داون (التثلث الصبغي) والذي
يصيب حوالي 5500 طفل كل عام، وهناك عيوب خلقية أخرى شائعة من بينها مرض
قلبي خلقي يعرف باسم "تغيير وضع الشرايين الكبيرة" ولا تزال تشكل أمراض
القلب الأخرى السبب الرئيسي في وفيات الرضع الناجمة عن العيوب الخلقية
بالإضافة إلى الصلب المشقوق (السنسنة المشقوقة).
وينتج
العيب الخلقي بالشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق عندما لا يلتحم النسيج
الذي يشكل سقف الفم والشفة العليا قبل الولادة بصورةٍ صحيحةٍ تاركًا فتحة
للممرات الأنفية، ويعرف هذا النوع من التشوهات بعيب خلقي متعدد العوامل، أي
يتكون نتيجة لمزيج من الأشياء من بينها العوامل الوراثية أو استعداد مسبق
أو عوامل بيئية كعيوب الأنبوب العصبي مثل: الصلب المشقوق (السنسنة
المشقوقة).
ومن
ناحية أخرى، يعد العيب الخلقي متلازمة داون أحد العيوب الخلقية
الكروموسومية (الصبغية) حيث يولد الطفل بثلاثة من كروموسومات21 بدلاً من
اثنتين فقط، وكذلك يعد التخلف العقلي عيب شائع الحدوث في الأطفال الذين
يعانون من متلازمة داون مثل العيوب الموجودة في القلب أو الوجه، أما العيوب
الخلقية الأخرى في الكروموسومات مثل تعدد نسخ الكروموسومات فهي غالبًا لا
تتوافق مع الحياة وتؤدي إلى وفاة الأطفال أثناء الحمل أو بعد وقتٍ قصيرٍ من
ولادتهم، ولكن هناك أيضًا عيوب خلقية تنتج عن زيادة أو نقصان كروموسومات
الجنس مثل متلازمة "تيرنر" ومتلازمة "كلاينفلتر".
علاوة
على ذلك، هناك العديد من العيوب الخلقية تنتج عن وراثة جين أحادي معيب عند
أحد الوالدين مثل الودانة (قصر القامة) وهي نوع من القزامة وكذلك متلازمة
"مارفان" وهو مرض النسيج الضام، وتحدث العيوب الخلقية الأخرى عندما يعاني
كلًا من الوالدين من جينات متنحية مثل الالتهاب "الكيسي التليفي" وهو مرض
خطير يؤثر على الرئتين وباقي أجهزة الجسم وكذلك اضطرابات الجهاز العصبي
الخطيرة المعروفة باسم مرض "تاي زاكس"، وهناك بضع أمراض تنتقل للأطفال عن
طريق الأم فقط مثل "الهيموفيليا" وهو اضطراب يؤثر على تخثر الدم.
ومن
المعروف أيضًا أن بعض المواد الموجودة في البيئة تسبب تشوهات خلقية مثل
الكحول والعدوى والعقاقير والأدوية، فالكحول مسؤول عن الإصابة بعيب خلقي
يسمى متلازمة "الجنين الكحولي" (FAS) وتناول الأم للشراب سواءً خفيفًا أو
مركزًا يضر الجنين وهذا المرض أكثر شيوعًا في الأجنة اللائي يشربن أمهاتهن
الكحول بشدة أثناء الحمل، ويعاني الأطفال المصابون بــ (مدينة فاس) من
أنواع معينة من العيوب الخلقية العقلية والجسدية.
وقد
تلد النساء اللاتي تعرضن لأنواع من العدوى أثناء الحمل أطفالاً مصابين
بعيوب خلقية، ومن هذه العدوى: الحصبة، وجدري الماء، وفيروس سيتوميجالو
(الفيروس المضخم للخلايا)، وهناك بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال
الجنسي مثل: الزهري والذي يسبب تشوهات خلقية للجنين، بالإضافة إلى ذلك تجري
النساء المصابات بتفشي "الهربس التناسلي النشط" عادة ولادات قيصرية لمنع
نقل هذا الفيروس للجنين.
وفي
النهاية، من الهام للغاية أن تعرف كل امرأة أن تناول العقاقير بأنواعها يضر
الجنين، على سبيل المثال، يتسبب عقار "ايسوتريتنيون" في حدوث عيوب خلقية،
فتأكدي من مراجعة طبيبتك قبل محاولة الحمل إن كان لديكِ مخاوف بشأن الأدوية
التي تتناولينها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق