حياة هؤلاء الأرامل تتابعها نظرات الناس ، وتراقبها نظرات أمهات وآباء أزواجهن من الشهداء ، بعذر أو بحجة خوفهم أن تترك هذه الزوجات بيوت أبناءهن ليذهبن ويعشن في كنف أزواج آخرين غير أبناءهن , فصدر في غالب الأحيان قانون لم ينصف تلك الزوجات وكان نصه على كل زوجة شهيد الزواج بأخ الشهيد .
الغيرة تولد آلاما نفسية
وضمن هذا الموضوع أكد زوجة الشهيد " د . م " من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة على أن أشد الألم الذي تتعرض له زوجات الشهداء هو الألم النفسي ، من خلال عدم مراعاة الكلام الموجه لها ، وتوجيه تلميحات تحرجها وتزيد من معاناتها .
وتضيف أم محمد " غيرة النساء لها عامل كبير في العذاب الذي تعيشه زوجات الشهداء ، وخصوصا من زوجات أخوة الشهداء ، حيث تخاف كل واحدة منهن أن يتزوج زوجها من أرملة الشهيد ، وتبدأ بكل قوتها حملة شرسة تهدف إلى التنغيص من حياة عائلة الشهيد ، وافتعال مشاكل متتالية معهم ، حتى تصبح أسرة الشهيدة منبوذة من قبل الجميع " .
الزواج الثاني فاشل
وتشير أرملة الشهيد إلى أنها تزوجت من شقيق زوجها بعد 3 سنوات من استشهاد زوجها ، بهدف ايجاد أب ثاني لأبنائها الأربعة ، غير أنها اكتشفت أن غيرة الزوجة الأولى يقف حائلا أمام سعادة هذه الأسرة .
حيث تشير أم محمد " في ظروف غامضة ، ومن دون مشاكل وصلتني ورقة طلاقي من شقيق زوجي ، لكن المفاجأة أنني حملت بابن من زوجي الثاني ، غير أنه لم يتعرف علينا ، ولم يدفع لنا مستحقاتنا ، بل عاش حياته وكأن شيئا لم يكن " .
وتتابع : " حفاظا مني على الترابط الاجتماعي ، ومع أن معي أوراق من المحكمة تجبر زوجي الثاني على دفع مستحقاتي ونفقة ابنه إلا أنني لم أتوجه إلى الشرطة ، وكل ما أبحث عنه هو مصلحة أبنائي .
بدلاء ليسوا من البشر
وخلال حديثي مع الأرملة أم محمد ، تفاجئت بل أيقنت أن زوجها الثاني رجل لا ينتمي إلى سلالة البشر ، بل إن قلبه قلب حجر ، لا يسمع أويرى سوى مصلحته الشخصية ، حيث أن أم محمد أنجبت في ذكرى استشهاد زوجها الرابعة ولدا من زوجها الثاني ، لكن الصدمة أنه إلى يومنا هذا لم يشاهده والده ، ولم يجرِ أي اتصال للاطمئنان على صحتهما .
وتؤكد أم محمد أنها كانت تربي أربعة أيتام ، وهي اليوم تربي خمسة أيتام ، لأن المولود الجديد لم يقدر له أن يرى والده ، لأن جشعه والده طغى على كل شيء ، وأعمى بصيرته فلم يعد يرى إلا نفسه فقط .
الأبناء وكسر الذراع
" مصلحة أبنائي فوق كل شيء " بهذه العبارة بررت أم محمد زواجها الثاني ، لكنها تؤكد أنها من أشد الرافضات له ، غير أن الضغوط أوجبت عليها هذا الزواج ، ودفعتها لفعل أي شيء من أجل مصالح أبنائها .
وتصبر أم محمد نفسها بقولها : " بفضل الله استطعت أن أبني منزل لأبنائي ، يوفر لهم حياة كريمة ، ويؤمن لهم مستقبل أفضل ، ويضمن لهم حقهم في هذا الزمن ، وهذا من أكبر الأعمال التي استطعت تنفيذها لأولادي ، وأسأل الله أن يوفقني لتربيتهم على أكمل وجه ، والحفاظ عليهم من كل سوء ومكروه " .
واختتمت الأم المكلومة حديثها بقولها : " الزواج الثاني مضر في غالب الأحيان ، ولا يحقق أي من النتائج التي تسعى الأم لتحقيقها لأبنائها ، بل يوجد مصاعب لا يمكن التغلب عليها إلا بعد فوات الأوان ، مع أنني لا أنكر أن الزواج الثاني ينجح في نوادر الحالات ، لكن في الأغلب ينقلب على عقبيه ، ويشرد بسببه الأطفال ، وتفسد كيان الأسرة "..... نقلا عن عائلة بالنصيرات... ولكن ذلك لا يشمل الجميع... مثله مثل اي زواج فله النجاح او الفشل ولا علاقة له بان كانت زوجة شهيد ام لا .... فهذه سنة الحياة .... والله من وراء القصد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق