المشاركات الشائعة

17‏/04‏/2014

التبول الليلي اللاإرادي لدى الأطفال



ينتج عن ضغوط نفسية أو تأخر في النمو

يعتبر التبول الليلي اللاإرادي من المشكلات التي تؤرق الطفل وأسرته على حد سواء لما لها من آثار نفسية سلبية على الطفل خاصة كلما تقدم في السن. وهناك تبول لا إرادي بشكل أولي Primary nocturnal enuresis وهي حالة الطفل الذي لم يتوقف عن التبول اللاإرادي أثناء الليل مطلقا حتى بلوغه عمر الخامسة أو أكثر، وفي الأغلب يكون السبب فيها، تأخر في النمو الإدراكي بشكل عام، أو أسباب نفسية، ولا يكون هناك سبب وظيفي مثل وجود التهاب في الجهاز البولي. وهناك التبول الليلي اللاإرادي الثانوي Secondary nocturnal enuresis وهي حالة الطفل الذي يحدث له تبول ليلي لا إرادي بعد أن يكون توقف عن ذلك على الأقل لمده 6 أشهر. وفي هذا النوع تكون هناك أسباب مختلفة لحدوث التبول اللاإرادي.
* عوامل وأسباب
* على العكس من تخيل البعض بأن مشكلة التبول اللاإرادي غير شائعة، فإن الحقيقة أنه في عمر 4 سنوات ونصف، يكون نحو 30% من الأطفال في الأغلب ما زالوا يعانون من التبول اللاإرادي، وفي عمر التاسعة والنصف تصل النسبة إلى 9% تقريبا. ويختلف بالطبع من طفل إلى آخر عدد المرات، ما بين مرتين في الأسبوع أو أكثر. وليست هناك أسباب مؤكدة للتبول اللاإرادي، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوثه؛ ومنها.
- الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل مثل الخلافات المستمرة بين الوالدين أو مشكلات في المدرسة، وفي الأغلب يكون هذا العامل، خاصة كلما كبر سن الطفل، هو أهم العوامل التي تزيد من احتمالية التعرض للتبول، خاصة أن الطفل يشعر بالخجل والذنب من الأمر وكذلك يشعر بالخوف من السخرية من إخوته.
- العامل الجيني، حيث تبين إن احتمالية حدوث التبول اللاإرادي تصل إلى 15% إذا لم يكن أحد الوالدين قد عانى من التبول اللاإرادي من قبل، وتزيد النسبة لتصل إلى 40% إذا كان أحد الوالدين قد تعرض لذلك، وتصل إلى 75% إذا كان كلا الوالدين قد سبق لهما التعرض لذلك.
- بعض الظروف الصحية خاصة في التبول اللاإرادي الثانوي مثل الإصابة بمرض السكري والإمساك الشديد والمزمن والتهاب المسالك البولية.
- يكون التبول اللاإرادي أمرا متوقعا في الحالات التي يحدث فيها تأخر في النمو بشكل عام مثل «متلازمة داون» Down›s Syndrome حيث يكون هناك تأخر في النمو الإدراكي وحتى في الحالات التي لا يكون فيها تأخر في الإدراك بشكل كبير، ولكن بشكل بسيط، مثل مرض نقص التركيز وفرط النشاط ADHD وكذلك بعض الأمراض العصبية مثل الشلل الدماغي. وبعض العيوب الخلقية في العمود الفقري يمكن أن تؤدي إلى تبول لا إرادي حتى في أوقات النهار وليس الليل فقط.
- هناك بعض العوامل غير المؤكدة التي يمكن أن تكون سببا في زيادة الاحتمالية مثل النوم المتقطع للطفل والأم المدخنة التي تقوم بتدخين أكثر من 10 سجائر يوميا، وكذلك أمور تتعلق بالعرق؛ حيث وجد أن الأطفال الذين ينحدرون من أصول أفريقية يعانوا أكثر من غيرهم من التبول اللاإرادي الليلي.
- تناول المشروبات التي تحتوى على ماده الميثيل زانسين methylxanthines مثل الشاي والقهوة والكولا والشوكولاته حيث يمكن أن تكون محفزا من خلال جزء من عملها بوصفها مدرات للبول.
* تقييم الحالة والتشخيص
* يجب سؤال الأم إذا كان الأمر يحدث بشكل أولي أو ثانوي وعدد مرات التبول أثناء النهار، وكذلك مدى تكراره خلال الليلة الواحدة، وخلال الأسبوع، وكمية البول في كل مرة، وإذا ما كانت هناك رغبة ملحة في دخول الحمام تجعل الطفل لا يتحكم في البول urgency، وكذلك إذا ما كان الطفل يعاني من الإمساك. وكذلك يتم سؤال الأم عما إذا كان أداء الطفل الدراسي متعثرا من عدمه (النمو الإدراكي)، وكذلك ارتباط التبول اللاإرادي بحدث معين اجتماعي أو صحي وما إذا كان يتم عقاب الطفل نتيجة لذلك من عدمه.
في الأغلب لا يتم عمل تحليل بول إلا في حالات التبول اللاإرادي الثانوي حيث يمكن أن يفيد في حالة مرض البول السكري أو التهاب المسالك البولية.
* العلاج
* في حالة الأطفال الذين يعانون من عدم التحكم في البول أثناء النهار، يتم إخبار الوالدين أن الأمر طبيعي وسوف يتوقف مع الوقت وأنه لا داعي للانزعاج، ويمكن اتخاذ بعض الخطوات التي تساعد في تحسن الحالة مثل:
- يتم التأكد من أن الطفل لا يتناول كمية زائدة من السوائل حسب عمر الطفل «من 1000 إلى 1400 ملليلتر يوميا» للأطفال أصغر من عمر الخامسة، ومن «1200 إلى 2300 ملليتر يوميا» للأطفال من عمر من 9 إلى 13 عاما، ومن «1400 إلى 2500 ملليلتر» من عمر 14 وحتى 17 عاما، ويستحسن تجنب المشروبات مثل الشاي والكولا وغيرها.
- يتم التنبيه على الأم بضرورة أن يذهب الطفل إلى الحمام قبل النوم مباشرة ليتم إفراغ المثانة من البول.
- إذا تم استيقاظ الطفل من النوم لأي سبب، يتم نصحه بضرورة الذهاب إلى الحمام، لكن لا يستحسن إيقاظه، حيث لم تثبت فاعلية هذه الطريقة بشكل علمي.
- يتم التنبيه على الأبوين بضرورة عدم عقاب الطفل أو توبيخه وكذلك التنبيه على الإخوة بعدم السخرية منه؛ حيث إن هذا السلوك يجعل الحالة تسوء.
- لدى المراهقين والأطفال الأكبر من عمر 7 سنوات، يتم استخدام جهاز أقرب إلى جهاز الإنذار يستشعر البلل ويطلق ما يشبه الصفير بحيث ينبه المراهق إلى الذهاب للحمام.
- يتم استخدام عقار «ديسموبرسين» desmopressin قبل النوم بنحو ساعة، ويتم إيقاف العلاج لمدة أسبوع بعد مرور 3 أشهر لاستبيان مدى الاستجابة للعلاج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق