المشاركات الشائعة

16‏/10‏/2014

القدم السكري

مقدمة عن القدم السكري
 
ماهو القدم السكري ؟

القدم السكري هي حالة طبية تتعرض فيها القدم للأضرار في تركيبها أو وظيفتها أو الإثنين نتيجة إصابة صاحبها بمرض السكر.
متى نقول أن الشخص مصاب بمرض القدم السكري؟


القدم السكري ليس مرضا محددا بل هو أحوال مرضية متعددة .
أولا – الأعراض
مجرد وجود الأعراض التالية يعني بدء الإصابة بالقدم السكري في مريض السكر: ضعف أو عدم الإحساس بالقدم , الإحساسات غير الطبيعية بالقدم مثل البرودة والسخونة بلا سبب , صعوبة حفظ التوازن أثناء الوقوف أو المشي ، الآلآم المتكررة بالقدم بدون إصابات أو جروح .

ثانيا – العلامات
إذا ظهرت العلامات التالية بقدم مريض السكر فإنه يصبح حتما مصابا بالقدم السكري :
  • التقرنات (الكاللو) و الشقوق و القروح و البثور و عتامة الأظافر وتشققها .
  • الغرغرينا (زرقة أو سواد بالأصابع أو الجوانب أو بطن القدم) وهي علامة متأخرة جدا .
  • تغير لون أجزاء من القدم مثل ميلها إلى الحمرة أو لون الغروب .
  • البياض المشابه لذلك الذي ينشأ عن غمرالقدم في الماء لفترة طويلة أو بياض مابين الأصابع .
  • ظهور بقع لونية من أي لون (خاصة بالكعب وأطراف الأصابع).
  • الجروح التي لا تلتئم .
  • التورمات بأجزاء من القدم أو بكل القدم خاصة إذا حدث ذلك في قدم واحدة .
  •  سخونة القدم الزائدة أو برودتها الزائدة .
  • خروج صديد من القدم وهي علامة متأخرة جدا .
  • تشوهات القدم مثل الإعوجاج أو إنحراف القدم إلى جهة معينة أو تغير شكل الأصابع.

لماذا القدم بالذات ؟


القدم من أكثر أجزاء الجسم عرضة للإصابات حتى في الأشخاص الطبيعيين . من أسباب ذلك:تعاملها المباشر مع الأرض – مما يعرضها لمشاكل عديدة منها:

  • التعرض لصلابة الأرض.
  • وجود أشياء حادة ملقاه بها.
  • السخونة الزائدة جدا (مثل السير حافيا على رمال الشاطئ بالمصيف).
  • التعرجات وعدم الإستواء مما يتسبب في إلتواءات أو إصابات.
الأحذية - فهي أكثر الملابس التي نرتديها قسوة و صلابة , قارنها مثلا بالقميص أو الفستان.
وزن الجسم - فالقدم هي التي تتحمل وزن الجسم كله أثناء المشي مما يشكل ضغوطا عليها .
الإهمال – فالقدم من أقل أجزاء الجسم حصولا على عنايتنا من فحص وعناية ونظافة, قارنها مثلا باليدين.
ولماذا يكون مريض السكر أكثر عرضة للمشاكل الخطيرة بالقدم ؟


قدم مريض السكر أكثر إستعدادا للمشاكل من الأشخاص الآخرين لأسباب كثيرة أهمها : 
 
أولا – مريض السكر معرض أكثر للإصابات الخارجية
لأن الكثيرين من مرضى السكر لا يشعرون بالقدمين جيدا بسبب تأثير السكر على الأعصاب الطرفية الحسية .  كما أن الكثيرين منهم يعانون من تغيرات وتشوهات في شكل القدم والأصابع بسبب تأثير السكر على الأعصاب الطرفية الحركية مما يعرضهم أكثر للإصابات. يضاف إلى ذلك أن جلد القدمين في مرضى السكر يعاني من الجفاف و التشققات و التعرض الزائد لظهور بقاليل مما يشكل نقاط ضعف ويعرضه للإصابات.

ثانيا – مريض السكر معرض أكثر لحدوث المضاعفات مع أي إصابات

1)  للتأخر في إكتشاف الإصاباتعدم شعور المريض بحدوث الإصابات ذات الطابع المتكرر يؤدي إلى تكرارها و بالتالي حدوث مضاعفات مع صعوبة في العلاج (كما يحدث عند تكرار الإحتكاك بأجزاء صلبة في حذاء جديد أو جبس حول القدم أو جهاز تعويضي جديد أو الإحتكاك بالأرض عند نقاط معينة أثناء الصلاة أو الجلوس في أوضاع خاصة أو الإصابات المرتبطة بمهن معينة مثل السائقين أو عمال البناء ).عدم شعور المريض بحدوث الإصابات المنفردة (مثل دخول مسمار أو زجاج مكسور إلى القدم) يؤدي أيضا إلى التأخر في طلب العلاج وبالتالي تكون الفرصة أكبر لحدوث مضاعفات مع الوقت.

2)  لضعف قدرة القدم على مواجهة الإصابات
وذلك لأن ضيق الشرايين التي توصل الدم للقدمين (وهو أكثر حدوثا وأشد خطورة في مرضى السكر عنه في المرضى الآخرين) يؤدي إلى عدم قدرة أنسجة القدم على مواجهة الإصابات والعدوى الميكروبية. 
 في الحالات البسيطة يؤدي ذلك لإنتشار العدوى أو عدم إلتئام الجروح. في الحالات الشديدة يؤدي ذلك لتحول الجروح البسيطة إلى غرغرينا وموت أنسجة القدم.

3)      لضعف قدرة الجسم عموما على مواجهة الإصابات
لأن رد فعل الجسم عموما للإصابات عند مريض السكر يختلف عن الإنسان الطبيعي. يحدث ذلك لسببين : الأول أن 
مرضى السكر أكثر إستعدادا للإصابة بالميكروبات من الآخرين بسبب ضعف المناعة لديهم والثاني أن مضاعفات السكر في أجزاء الجسم الأخرى (القلب والكلى) تؤثر أيضا على القدم .
ماهي خطورة الإصابة بالقدم السكري ؟
القدم السكري مرض يبدأ ببطء وبشكل صامت غير محسوس ثم يتدهور بسرعة جدا بحيث يؤدي إلى تدمير أجزاء من القدم في أيام قليلة . يؤدي الفشل في علاج كثير من الحالات إلى خسائر. أقل هذه الخسائر هو عدم عودة القدم لممارسة وظيفتها بنفس الكفاءة أما أخطرها فهو وفاة المريض . بين هاتين الدرجتين هناك : فقدان الأصابع أو أجزاء من القدم أو حتى القدم كلها أو القدم والساق أو حتى معظم الطرف السفلي (حسب مستوى البتر) .
لماذا يفشل العلاج في كثير من المرضى ؟


يرجع ذلك لأسباب تتعلق بالمريض والطبيب والمرض والتعليم الطبي والدولة والظروف الإجتماعية والإقتصادية.
·    المريض  يتهاون في علاج المرض بسبب عدم إدراكه أنه يختلف عن الناس الأصحاء  تأخر إكتشافه و قلة أعراضه في بدايته بالإضافة لعدم إدراكه لخطورته لضعف التوعية.
·    الطبيب  لا يمتلك الخلفية العلمية المناسبة ولا خطط العلاج القياسي الفعال مع التفاوت والتناقض والتضارب في أساليب المعالجين لإختلاف تخصصاتهم وخبراتهم.
·    التعليم الطبي  يمنح حيزا ضئيلا جدا من الإهتمام لهذا المرض رغم خطورته وإنتشاره وتأثيره البالغ على الأحوال الإجتماعية والإقتصاد وضرورة وجود حد أدنى مقبول من العلم والخبرة لدى جميع الأطباء فيه لكثرة تعرضهم للمرضى.
·    الدولة  لا توفر الحد الأدنى المقبول من العلاج المناسب للمرض ولا التوعية الكافية تجنبه رغم إنتشاره في المجتمع كم أنها لاتوفر الدعم الإجتماعي للمرضى بهذا المرض الذي يستغرق شهورا للعلاج ويستنزف أمكانيات المرضى و لا تشجع الأبحاث الهادفة لإيجاد حلول فعالة وحاسمة للمرض و لا تدرب الأطباء على وسائل التشخيص المبكر و العلاج و لا تدعم الأدوية الضرورية بإستثناء الإنسولين.
·    الظروف الإجتماعية والإقتصادية حيث أن غالب المرضى من الفئات المتوسطة وتحت المتوسطة والفقيرة ممن لا يمكنهم مواجهة الإستنزاف المادي الذي تتسبب فيه مصاريف العلاج الباهظ لفترات طويلة مما يؤدي لتوقف العلاج و قبول النهاية الحتمية وهي التدهور العام السريع أو الإستمرار كمرضى لسنين بدون شفاء مع فترات علاجية عند حدوث تهديد جسيم أو الرضا بالحلول الحاسمة المقترنة لخسائر عضوية (البتر).

ماهي أسباب القدم السكري ؟
  • أهم سبب في حدوث القدم السكري هو عدم ضبط مستوى السكر في الدم لفترات طويلة حيث أن ذلك يؤدي إلى تلف الأعصاب الطرفية وهو بداية كل المشاكل في القدم كما يؤدي لمشاكل الجلد والشرايين وضعف المناعة ومشاكل الكلى والعين وكلها تساهم في حدوث القدم السكري.
  • الأسباب المؤدية لتصلب الشرايين مثل التدخين و السمنة و قلة الحركة والتوتر.
  • ضعف المناعة لدى مرضى السكر.
  • مضاعفات السكر في أعضاء الجسم الأخرى مثل الكلى والعين والقلب.
  • الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب وجلطة المخ تساعد أيضا على حدوث المرض . 
  • تشوهات القدم لأسباب غير مرض السكر تساعد أيضا على حدوث القدم السكري . 
  • بعض الوظائف والحرف تساعد على تعريض القدم لحدوث المرض.
  • بعض العوامل الإجتماعية والبيئية تساعد أيضا على حدوث المرض.
لماذا يؤدي ضعف المناعة إلى القدم السكري ؟
إنهيار الحماية الجلدية للقدم بوجود الشقوق والقروح يصاحبها إستعداد أكبر في مرضى السكر للإصابة بالعدوى الميكروبية بسبب ضعف المناعة لديهم. وبإجتماع هذين العاملين فإن النتيجة هي تسلل الميكروبات من خلال الشقوق والقروح والجروح إلى الأنسجة العميقة داخل القدم من عضلات وعظام وأنسجة ضامة و أربطة و أوتار وغيرها بما يتسبب في حدوث الإلتهابات العميقة التي تنتشر بسرعة مما يهدد القدم بأكملها.

كيف تؤدي مضاعفات السكر لحدوث القدم السكري ؟
يؤدي مرض السكر إلى إضطراب في وظيفة الكلى مما يتسبب في فقدان بروتينات الدم مع البول وهي ضرورية لإلتئام الجروح. كما يؤدي مرض السكر أيضا إلى ضعف البصر مما يقلل فرصة المريض في الإكتشاف المبكر لمشاكل القدم كما قد يتسبب في حدوث جروح وأضرار بالقدم عند قيام المريض بقص أظافره أو العناية بقدمه بنفسه.
كيف تؤدي الأمراض الأخرى لحدوث القدم السكري ؟
تؤدي أمراض القلب وخاصة قصور الشرايين التاجية وفشل القلب إلى مضاعفة تأثير قصور الشرايين الطرفية على القدم . كما قد يتسبب الضغط على الكعب ومؤخرة القدم في حدوث قرحة فراش لدى المريض المقعد بالفراش و هي أكثر شيوعا في مرضى الجلطة والشلل النصفي ومرضى فشل القلب الذين إضطروا للبقاء في الفراش فترات طويلة.
كيف تساعد تشوهات القدم على ظهور مشاكل القدم السكري؟
هذه التشوهات التي قد تتواجد عند أي إنسان من غير المصابين بالسكر لها أهمية خاصة في مرضى السكر حيث أن المشاكل الناشئة عنها تكون عادة أخطر بسبب إنعدام الألم وضعف المناعة وضعف الدورة الدموية وبطء إلتئام الجروح. فمثلا عندما تكون إحدى مشطيات القدم أطول من المعتاد أو غير ثابتة في مكانها بحيث تسقط في إتجاه جلد أخمص القدم فإنها تتسبب في ألم شديد و ظهور سماكة في الجلد (كاللو). في مرضى السكر قد ينعدم الألم أو يقل كثيرا وربما لا يلاحظ المريض وجود هذ التورم إلى أن يحدث فيه شق أو شرخ و تتسلل الميكروبات إلى الطبقات الأعمق من القدم مسببة إلتهابات يفشل الفتح والتنظيف في منعها من العودة مرة بعد مرة إلى أن يتم علاج السبب بإستئصال العظمة المسببة للمرض أو جزء منها.
ماهي العوامل الوظيفية التي تساعد على حدوث القدم السكري ؟
  • الأعمال التي تتطلب إرتداء أحذية ثقيلة
  • طول فترات الوقوف او المشي
  • العمل في الحقل أو المناطق الوعرة
  • الكيماويات
  • الوقوف على الأرض الساخنة
  • المناخ الرطب
  • الأشواك - المسامير
هل هناك عوامل أخرى تساعد على حدوث القدم السكري؟

المناخ والحذاء
حيث نجد أن المناخ الحار يشجع على إرتداء الصندل أو الشبشب وهذه لا تحمي من الإصابات أو من الحرارة أو الجفاف. ومعروف أن السكر يسبب جفاف وتشققات في الجلد، مما يجعل القدمين معرضتين للالتهابات. وعندما يكون الصندل أو الشبشب مكونًا من فاصل بين الإصبع الأول والثاني للقدم فإن هذاالفاصل يتسبب في احتكاك ومن ثم تقرحات عندما يكون الجلد معرضًا لذلك، والمصاب بالسكر لا يشعر بهذا الاحتكاك والالتهابات إلا في مرحلة متأخرة.

العادات
المشي حافي القدمين عادة منتشرة في كثير من القرى، وقد تكون هذه العادة قليلة، ولكنها مازالت موجودة، ويجب حماية القدمين عندما يكون المصاب في البيت أو ساحة المنزل.

قص الأظافر
قد يكون من أكثر الأسباب إصابة للقدم السكري، إذ كثيرًا ما نرى التهابات متقدمة أدت إلى البتر كانت بدايتها إصابة بسبب قص الأظافر بطريقة خاطئة. إن المصاب بالسكر يصاب مع الوقت بضعف النظر، وهذا - مع الطريقة الخاطئة لقص الأظافر - يؤدي إلى جرح في أصابع القدم عند الأظافر، ثم حدوث التهابات.
 
التعليم
تنتشر نسبة الأمية في مصر أكثر منها في الغرب، وهذا يؤدي إلى عدم الوعي بكيفية ائعناية بالقدمين وتجنب القدم السكري.
 
الإعلام
على الرغم من زيادة نسبة البرامج الطبية التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة إلا أنها مازالت أقل كثيراً عما هي عليه في الغرب.
 
الطب الشعبي وفوضى الوسائل العلاجية غير الموثوقة
من ذلك مشكلة الكي والحجامة والأعشاب وغيرها ويؤدي ذلك إلى تفاقم حالة القدم السكري، فكثيرًا ما نرى التهابات متقدمة زادت سوءاً بعد تلك الطرق.


العض بواسطة القوارض والحشرات
ماهي درجات الخطورة في الإصابة بالقدم السكري؟



 المستوى الأول
وجود المسببات الأساسية للمرض وأعراضها بالقدم بدون أي علامات عضوية.

 المستوى الثاني
وجود علامات لإصابات سطحية لا تتعدى طبقة الجلد يفترض فيها الشفاء الكامل أو على الأقلعدم التدهور مع بدء العلاج الطبي المناسب.
 
 المستوى الثالث
وجود علامات لإصابات مؤثرة تهدد بفقدان القدم أو الطرف كله على أن الفرصة مازالت قائمة وإنكانت ضعيفة (العدوى العميقة – الإنهيار الوظيفي – القصور الشديد في الشرايين).
 المستوى الرابع
وجود علامات لإصابات ساحقة لا يفترض معها وجود فرص لإنقاذ القدم (العدوى الشاملة أو النافذة – الإنهيار الوظيفي التام – الغرغرينا).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق