( وحدة الدفاع الجوي) القسامية تملك 14 رشاشاً روسياً فقط ...غنمتها من قوات دحلان
غزة ـ مراسل مفكرة الإسلام في فلسطين

في تطور ميداني مثير ولافت للانتباه, وفي حادثة عدتها الأوساط الصهيونية الأولى منذ احتلال قطاع غزة عام 1967م, استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية – حماس, طائرة مروحية صهيونية كانت تنفذ طلعة جوية شمال قطاع غزة.

القناة الأولى والثانية في التليفزيون الصهيوني أكدتا إصابة طائرة هليكوبتر صهيونية كانت تقوم في مهمة روتينية شمال قطاع غزة مساء يوم الجمعة الموافق 13 – 3- 2007م بنيران فلسطينية, وزعمت المصادر الصهيونية أن الطائرة عادت إلى قاعدتها, ولم يصب طاقم الطائرة بأذى, ورفض الجيش الصهيوني التعليق على هذه الحادثة مكتفيًا بالاعتراف بوقوعها.

من جهتها قالت مصادر عسكرية صهيونية: إنها تنظر بخطورة بالغة إلى إصابة الطائرة الصهيونية, والذي لم يحدث منذ احتلال قطاع غزة عام 1967, مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية الصهيونية تفحص الآن نوعية السلاح الذي أصاب الطائرة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر يوم الأحد 16 – 3- 2008م عن أحد كبار ضباط سلاح الجو الإسرائيلي، أن التهديدات ضد الطائرات الصهيونية تتزايد مع مرور كل يوم، مضيفًا أن "المنظمات الفلسطينية متحمسة لتصل إلى طائراتنا، وطائرات الهليكوبتر هي بالطبع مستهدفة لأنها تحلق على ارتفاع منخفض نسبيًا، كما قال.

من جهته رفض الضابط الاعتراف بأن جميع الطائرات التي شاركت في الحملة العسكرية على قطاع غزة عادت إلى قواعدها بسلام خلال العملية العسكرية الأخيرة.

إمكانيات متواضعة:

الحقيقة التي ينبغي التسليم بها هي أن المقاومة الفلسطينية تمتلك إمكانيات متواضعة للغاية, وعلى الرغم من ذلك فقد أقضّت مضاجع الصهاينة، ولعل صواريخ القسام البدائية الصنع والتي كانت سببًا في تشريد الآلاف من الصهاينة لهي خير دليل على ذلك، فقطاع غزة محاصر ليس اليوم فقط بل منذ سنوات, والحدود ليست مفتوحة, وتهريب رصاصة يكلف المقاومة الفلسطينية الكثير.

كتائب الشهيد عز الدين القسام لا تألو جهدًا في استخدام كل الأوراق التي بيدها من أجل الإثخان في الكيان الصهيوني الذي أذاق الفلسطينيين أصناف العذاب، وتحاول استغلال أية فرصة تتاح لها من أجل تطوير منظومتها العسكرية.

ونحن هنا عندما نتحدث عن وحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام، لا نتحدث عن منظومة عسكرية مطورة بأحدث التقنيات أو مجهزة بمضادات أرضية حديثة قادرة على إسقاط الطائرات المقاتلة، فحقيقة الأمر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام عندما سيطرت على مقرات الأجهزة الأمنية التي كانت تابعة لدحلان وعباس وقع في قبضتها رشاشات روسية الصنع عيار (14.5), وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت فإن كتائب القسام تمتلك حوالي 14 رشاشًا على الأقل من هذا النوع من السلاح حصلت عليها من مقرات الأجهزة الأمنية البائدة.

أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أقرّ في حديث لــ"مفكرة الإسلام" بأن المقاومة الفلسطينية تملك إمكانيات متواضعة, ووحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام لا يمكنها إسقاط كافة أنواع الطائرات الصهيونية المجهزة بأحدث التقنيات العسكرية.

نتائج إيجابية:

ولكن على الرغم من ذلك أكد أن عبيدة أن تصدي وحدة الدفاع الجوي التابعة لكتائب القسام يوم الجمعة الماضي وإصابتها للمروحية الصهيونية لم تكن المرة الأولى, بل في السنة الأخيرة تصدت هذه الوحدة للطائرات الصهيونية في عمليات دفاعية وهجومية.

وأكد أبو عبيدة أن وحدة الدفاع الجوي تمكنت من إعاقة تحرك الطائرات الصهيونية أثناء الاجتياحات الأخيرة, لا سيما الاجتياح الأخير لبلدة جباليا, حيث أعاقت المضادات الأرضية التابعة لكتائب القسام وصول الطائرات المروحية الصهيونية لأرض المعركة للقيام بعمليات التغطية ونقل الجرحى من الصهاينة لما يزيد عن ثلاث ساعات متواصلة.

من جانبه ثمن "أبو عبير" أحد أبرز قيادات ألوية الناصر صلاح الدين دور المضادات الأرضية التابعة لكتائب القسام في عملية القرارة الأخيرة والتي أجبرت الطائرات المروحية الصهيونية على التراجع, الأمر الذي أتاح الفرصة للمجاهدين للانسحاب إلى قواعدهم بسلام.

وتابع أبو عبيدة أن الكيان الصهيوني يعول كثيرًا على السيطرة الجوية التابعة له, بل هي الورقة الأخيرة التي بيده, وأن تصدي وحدة الدفاع الجوي القسامية لطائرات العدو الصهيوني شكل خطرًا على أداء هذه الطائرات التي طالما حلقت في أجواء غزة وصدّرت الموت للمجاهدين.

واعتبر أبو عبيدة أن وصول نيران المجاهدين للطائرات الصهيونية يعد تطورًا إيجابيًا ونقلة نوعية في أداء المقاومة الفلسطينية التي استطاعت بفضل الله ثم بإمكانياتها المتواضعة من تدمير دبابة الميركافاة الصهيونية الدبابة الأكثر تحصينًا في العالم.

وفي معرض رده على سؤال إذا ما كانت هذه هي البداية على طريق التطور في أداء المقاومة الفلسطينية ولا سيما كتائب القسام أكبر تنظيم مقاوم على الساحة الفلسطينية: أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام لن تتوقف عن تطوير قدراتها بكل ما أوتيت من قوة, وستستمر في استهداف الطائرات الصهيونية, داعيًا الله عز وجل أن يوفقهم لذلك.

كيف تشكلت وحدة الدفاع الجوي؟!

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد سمحت لأجهزة عباس بإدخال هذه الرشاشات الثقيلة بهدف التصدي للمقاومة الفلسطينية، ولم تستخدم للتصدي للطائرات الصهيونية, بل يؤكد أبو عبيدة المتحدث باسم القسام أن هذه الرشاشات لم يطلق منها سوى أربع أو خمس رصاصات في عهد سلطة عباس, وتم تقديم من قام بذلك للمعاقبة والمحاسبة من قبل الأجهزة الأمنية البائدة.

ووقعت هذه الأسلحة بيد كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة في منتصف يونيو من العام الماضي 2007م من مقرات أجهزة عباس ودحلان, ومنذ ذلك الوقت شكلت كتائب القسام وحدة الدفاع الجوي وقامت بتشكيل وحدة خاصة من المجاهدين عرفت باسم "وحدة الدفاع الجوي" تم تدريبها على التصدي للطائرات الصهيونية والقيام بعمليات تمويه دقيقة حتى لا يتمكن العدو الصهيوني من الوصول إلى مصادر النيران.

ومنذ ذلك الحين أصبح يلاحظ مساندة هذه الرشاشات المنصوبة على منصات متحركة ومن خلفها عناصر من كتائب القسام وهم يطلقون النار على الطائرات الصهيونية أثناء تحليقها في سماء غزة خلال عمليات الاجتياح التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني.

وأكد أبو عبيدة أن بوصلة المجاهدين معروفة وهي توجيه الرصاص لأعداء الشعب الفلسطيني, مشددًا على استمرارية كتائب الشهيد عز الدين القسام في تطوير سلاحها على الرغم من كل المؤامرات التي تحاك بليل ضد الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه وإجباره على التخلي عن الجهاد والمقاومة.

هل هي البداية؟!

وهكذا فكما هو واضح نحن لا نتحدث عن منظومة مضادات جوية تسقط أعتى أنواع الطائرات، بل هي رشاشات ثقيلة تعد على أصابع اليد, وكما ذكرنا بحسب المصادر الصهيونية لا يتجاوز عددها 14 رشاشًا كادت أن تصدأ في مخازن السلطة الفلسطينية، وقعت بأيد شريفة ومتوضئة, فوجهتها في اتجاهها الصحيح، ولك أن تلاحظ أثر هذه الرشاشات عندما تحلق الطائرات المروحية الصهيونية في سماء غزة، حيث تلازم هذه الطائرات في حركتها السياج الحدودي، خوفًا من سقوطها بنيران الفلسطينيين على أرض غزة بعد أن كانت قبل فترة ليست بعيدة تحلق في كافة أجواء غزة.

وتبدو واضحة هشاشة هذا الكيان الذي يملك أعتى قوة جوية في المنطقة ويحسب الحسابات لرشاشات معدودة, وعلى ما يبدو هذه الرشاشات ستغير من نظام طلعاته الجوية التي اعتاد عليها في سماء غزة بلا حسيب ولا رقيب. ويبقى السؤال المطروح: ماذا سيحدث للكيان الصهيوني لو امتلكت فعلا كتائب القسام ترسانة مضادات أرضية بمعنى الكلمة؟! وهل ستكون وحدة الدفاع الجوي القسامي مقدمة لسلاح الجو التابع لحركة حماس التي استطاعت أن تجعل من صاروخ القسام الذي أطلق لأول مرة بمدى كيلومترين اثنين ثم وصل حتى السنة الحالية إلى 22كم بإمكانيات متواضعة وبتقنية محلية لتجبر الكيان الصهيوني على تغيير قواعد اللعبة على الأرض؟!