المشاركات الشائعة

17‏/03‏/2014

النزف أثناء الحمل الأسباب والعلاج




تتعرض بعض الحوامل الى ظهور الدم(والذي يسبب ذعرها)،وقد تتفاوت كميته بين بضع قطرات الى نزيف شديد، وسنحاول دراسة هذه الحالات مبينين العلاج لكلٍ منها وحسب شدتها، علماً أنه ليست كل حالة نزف تعني فقدان الجنين أو عدم أمكانية الحمل مرة أخرى.
من المعروف أن أولى علامات الحمل هي إنقطاع الطمث(الدورة الشهرية)وكذلك يتحول لون الهالة المحيطة بالحلمة الى اللون الغامق تليها مجموعة من العلامات والأعراض الخاصة بالحمل،(ونطلق عليها مجتمعةً مصطلح الوحام) والتي هي الأخرى تتفاوت بالشدة والحدّة تبعاً لعوامل عديدة.
هناك بعض الحوامل تشاهدن نزول دم ذا لون باهت بوقت هو نفس موعد دورتها الشهرية، ورغم ندرة هذه الحالة ألاّ أنها موجودة وسبب ذلك أن الجنين صغير الحجم وبالتالي فأغلفته هي الأخرى أيضاً صغيرة بحيث لاتلتصق بكامل جدار الرحم من الداخل،وبـتأثير هورموني تنسلخ بقايا بطانة الرحم في موعد الدورة تبعاً لمستويات تلك الهورمونات مفضياً الى دم يختلف عن دم الدورة الشهرية الأعتيادية.
وكما معلوم فحينما يحصل الحمل فتراكيز عدد من الهورمونات تتغير،والذي يحدث أن الهورمونات المسؤولة عن تثبيت الحمل تبدأ بالعمل أضافة الى هورمونات تنتجها المشيمة، والنتيجة بقاء ونمو الجنين مع أغلفته والمشيمة والحبل السري أضافة الى أنقطاع دم الدورة الشهرية تماماً خلال أسابيع الحمل مع أنغلاق فتحة عنق الرحم الخارجية والتي لايمكن لها أن تنفتح الاّ عند حصول الطلق الذي يسبق الولادة.
أن حصول أي حالة نزف أثناء الحمل يجب أن تؤخذ على محمل الجد والأتصال المباشر بالطبيب،والمعلومات المهمة التي يجب ان تخبرنا بها الحامل والتي تساعد على دقة التشخيص هي:ـ
·       كمية الدم.
·       لون الدم.
·       هل حصل مرة واحدة أم عدة مرات؟
·       هل النزف مستمر؟
·       هل كان ظهور الدم على شكل كتل دموية؟ هل ظهرت أنسجة مع الدم؟
·       هل ظهور الدم صاحبه ألم ؟وهل الألم كان قبل أو بعد النزف؟
·       هل حصل النزف في الحمل السابق؟وماذا كانت النتيجة؟
ويمكن تصنيف النزف الى صنفين، ولكل صنف أسبابه وعلاجه:الأول وهو مايحصل في الأشهر الثلاث الأولى وغالباً ما ينتج عن هبوط مستوى هورمونات الحمل وربما يسبب الأجهاض(وهو الأصطلاح العلمي الذي يُطلق على أنتهاء أي حمل خلال الأشهر الثلاث الأولى منه)، علماً أن ليس كل نزيف يؤدي الى الأجهاض،فالأحصائيات تشير الى أن 10%من الحوامل يصبن بنزف خلال الأشهر الثلاث الأولى وخصوصاً الحوامل بالتوائم وأغلبهن يكملن حملهن بصحة جيدة، أما النوع الثاني وهو ما يحصل من منتصف فترة الحمل وحتى نهايته وغالباً ما ينتج عن مشاكل في المشيمة والتي ربما تؤدي الى فقدان الجنين ونطلق عبيه مصطلح (ولادة ميتة).
ظهور الدم (خلال) الأشهر الثلاث الأولى/
1.    نزول بعض القطرات اما نتيجة الفحص الداخلي أو بسبب الممارسة الجنسية أو لوجود زوائد لحمية في عنق الرحم وهذه الزوائد لاتتطلب علاج أثناء الحمل.
2.    حصول نزف جراء الحالات التالية:ـ
·       الحمل خارج الرحم، أي بمعنى عدم وصول البيضة المخصبة خلال ساعات ـ أيام قليلة جداً الى الرحم لتلتصق به، حيث تبقى في قناة فالوب مسببة ألم شديد وغالباً ما يكون في الجهة التي تتواجد فيها البيضة المخصبة(أي أما بالجهة اليمنى أو اليسرى) مع نزف،وأن تأخر العلاج يسبب ضرراً شديداً، وغالباً ما نرى هذه الحالة عند النساء اللاتي يستخدمن اللولب كمانع حمل، وأن أجراء التنظيف ـ جرف الرحم ـ (الكورتاج)هو العلاج لمثل هذه الحالات وأحياناً نحتاج أجراء عملية جراحية في حالة حصول المضاعفات.
·       الحمل العنقودي وفيه يكون الرحم محتوياً على أنسجة غير طبيعية وبويضة غير ملقحة بدلاً من الجنين وأيضاً في هذه الحالة نحتاج الى جرف الرحم مع التأكيد على أهمية أجراء الفحوصات والتحاليل قبل الأتفاق على الحمل التالي.
3.    أنواع الأجهاض(أغلب حالات الأجهاض تحصل خلال الـ 13 أسبوع الأولى من عمر الحمل):
·       الأجهاض المهدد: وفيه تعاني السيدة من نزف مهبلي وأحياناً آلام أسفل البطن والظهر وعند الفحص يكون عنق الرحم مغلق ولذلك ننصح الحامل بالراحة التامة مع بعض العلاجات.
·       الأجهاض المؤكد: ويحصل فيه نزيف مهبلي مع آلام أسفل البطن والظهر مع توسع عنق الرحم مشيراً الى أحتمالية عالية لسقوط الجنين وهنا نعالج الحالة بربط عنق الرحم مع الراحة التامة والمراجعة المستمرة للطبيب.
·       الأجهاض المنسي(الفائت): هو توقف الحمل ولكنه لازال في داخل الرحم وفيه أما يُكتشف بالصدفة من قبل الطبيب ولايوجد نبض له أثناء الفحص بجهاز (السونوكيت/الذي يسجل حركة قلب الجنين) أو بأستخدام السونار لمعرفة عمر الجنين أو أن الحامل تستشير الطبيب وشكواها أنها لاتشعر بحركة الجنين،وفي جميع الأحوال فأن جرف الرحم هو العلاج.
·       الحمل المهاجر:وهو النزف في بدايات الحمل ويستوجب العلاج السريع للحؤول دون حصول المضاعفات.
ظهور الدم (بعد) الأشهر الثلاث الأولى/
1.    تقدم المشيمة: في حالات الحمل الطبيعي الأعتيادي تكون المشيمة خلف الجنين وملتصة أيضاً بالرحم ولكن في حالة تقدمها فأنها تنزاح بأتجاه الرحم الذي يبدأ بالأنفتاح والأتساع وكأنها ولادة مسببة نزف مهبلي غير مصحوب بآلام في البطن أو الظهر. لوحظ أن العمليات القيصرية السابقة أو تكرار الحمل تعدّان من أسباب حصول حالة تقدم المشيمة .وهناك ثلاثة أنواع من حالة تقدم المشيمة:ـ
·       المشيمة المنزاحة بالكامل/ المشيمة تكون في أسفل الرحم وتغطي فتحة عنق الرحم بشكل كامل.
·       المشيمة المنزاحة هامشياً /المشيمة تكون في أسفل الرحم ولكنها تغطي جزء من فتحة عنق الرحم .
·       المشيمة المنزاحة جزئياً /المشيمة تكون في اسفل الرحم ولكنها لاتغطي فتحة عنق الرحم .
العلاج يجب أن يشتمل على أدخال الحامل الى المستشفى لمنع حصول المضاعفات.وأذا أستمر الحمل فالولادة تكون بالعملية القيصرية،علماً أن بعض حالات (المشيمة المتقدمة جزئياً) ترجع الى وضعها الطبيعي.
2.    الأنفصال المبكر للمشيمة عن جدار الرحم/ حالة طارئة دون سابق أنذار وأحياناً تشكل خطراً على حياة الأم والجنين أن لم يتم أسعافهما فوراً، وأسباب هذه الحالة:
·       ارتفاع ضغط الدم.
·       التمزق المبكر للأغشية المحيطة بالجنين قبل موعد الولادة.
·       تمزق أوعية الجنين الدموية.
·        شدة خارجية.
·        التدخين.
·       تقدم الأم بالعمر مع تكرار الحمل.
·       سوء التغذية وفقر الدم الشديد.
الحالة تمتاز بآلام شديدة أسفل البطن مع نزف مهبلي شديد، وأحياناً تصاحب الحالة تسارع ضربات القلب مع انخفاض الضغط وفقدان وعي الحامل، وهنا يتطلب التدخل الطبي العاجل بتوليد الحامل بشتى الوسائل مع تعويض الدم والسوائل.
أما ظهور بعض الدم المصحوب بأفرازات مخاطية في نهاية عمر الحمل فهذه الحالة تعني لين عنق الرحم أستعداداً للولادة والذي تتحكم فيه مستويات الهورمونات التي ستتغير خلال أيام قليلة جداً أو لربما بالساعات،وهذه الحالة نطلق عليها مصطلح "المخاض"، والمخاض بحد ذاته يمر بثلاث مراحل.
الأمر الهام جداً هو تثبيت التأريخ المَرَضي للحمل والحامل في كل مرة تحمل بها المرأة لأن ذلك يُزيد من أهتمام الجهة الطبية المسؤولة(وهي مراكز الرعاية الصحية الأولية ـ وحدة رعاية الحوامل ـ ) بالأمر وتولي الحامل الرعاية الخاصة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق