المشاركات الشائعة

05‏/03‏/2014

حصوات المرارة.. مشكلاتها وعلاجها..... منقول

 


أكثر مشكلات الجهاز الهضمي انتشارا لدى النساء
كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»*
يعاني أكثر من 25 مليون أميركي من حصوات المرارة، تشكل النساء نسبة منهم تتراوح بين 65 و75 في المائة. ومن حسن الحظ فإن حصوات المرارة تكون «صامتة» لدى غالبية الناس، أي أنها لا تتسبب في ظهور أعراض كبيرة. ولكن عندما يصاب بها الإنسان فإن هناك طرقا فعالة لمواجهتها. * حصوات المرارة
* ما هي حصوات المرارة (gallstones)؟ تنشأ حصوات المرارة من الصفراء (bile)، المادة التي تساعد على هضم الدهون وعلى امتصاص بعض الفيتامينات. وتتكون الصفراء في الكبد وتنقل نحو المرارة، وهي عضو صغير يشابه شكل الكمثرى، التي تقوم بتركيزها وحفظها. ويحفز وجود الدهون في الطعام على إفراز هرمون يؤدي إلى دفع المرارة إلى الانقباض وإفراز الصفراء نحو الأمعاء.
إن حصوات المرارة ليست سوى كتل صلبة تظهر عندما تتبلور مادة الصفراء المخزونة. ولا يزيد قطر غالبية هذه الحصوات عن بوصة واحدة (2.5 سم تقريبا)، إلا أن حجمها قد يكون صغيرا بحجم حبة من الرمل، أو كبيرا بحجم كرة الغولف. وتتألف أكثرية هذه الحصوات من الكولسترول أساسا. إلا أن الباقي المتبقي منها - الذي يعرف باسم «الحصوات الصبغية» (أو حصوات صبغة المرارة - pigment stones) فإنها تتكون من أملاح الكالسيوم والبيليروبين (bilirubin)، وهو مادة تظهر كناتج ثانوي عند تحلل خلايا الدم الحمراء.
وتتشكل حصوات المرارة الكولسترولية حينما يحتوي سائل الصفراء في المرارة على كميات أكثر من الكولسترول بحيث لا يمكن لأملاح المرارة إذابتها جميعا. كما يمكن لحصوات المرارة الكولسترولية أن تتشكل عندما لا تتمكن المرارة من الانقباض وتفريغ محتوياتها حسب اللازم. أما الحصوات الصبغية فإنها ترتبط بوجود مشكلات صحية معينة ومنها أمراض الكبد، بعض أنواع فقر الدم، وعدوى القنوات الصفراوية.
* أخطار على النساء
* لماذا تكون النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بها؟ الإجابة تكمن في تأثير الهرمونات الأنثوية. فالاستروجين يزيد من الكولسترول في الصفراء والبروجيستيرون يبطئ عملية إفراغ المرارة لمحتوياتها. وهذا ما يمكنه أن يفسر حقيقة أن خطر ظهور حصوات المرارة لدى النساء، مقارنة بالرجال، ينحسر مع تقدمهن في العمر.
وقبل سن الـ40 يزيد عدد النساء اللواتي تشخص لديهن حصوات المرارة بنحو ثلاث مرات عدد الرجال (حيث يزيد الحمل، مثلا، من هذا الخطر)، ولكن بالوصول إلى سن الـ60 فإن الخطر على النساء يصبح أكثر قليلا من الخطر لدى الرجال. وتزيد عملية العلاج بهرمون الاستروجين من هذا الخطر، خصوصا عند تناوله كحبة بدلا من وصفه كلاصق. كما تزيد حبوب منع الحمل من خطر الإصابة بشكل ضئيل، ولو أن الزيادة تحدث خلال العقد الأول من استخدامها.
وتعتبر السمنة عامل خطر آخر لأن الجسم الحاوي على دهون كثيرة، يفرز كميات أكبر من الاستروجين. ومن الأمور المتناقضة أن فقدان الوزن السريع يزيد أيضا من الخطر، وذلك لأن الحمية الغذائية القليلة الكربوهيدرات تتداخل مع عملية إنتاج الصفراء ولذلك تقود إلى ازدياد تبلور الكولسترول فيها، ويشيع ظهور حصوات المرارة بعد إجراء عمليات جراحة تقليل الوزن بحيث توجه النصائح للخاضعين لها، بإزالة المرارة كلية في نفس وقت إجراء تلك العمليات.
كما تظهر حصوات المرارة على الأكثر لدى المصابين بمرض السكري أو بأي مرض يقلل من انقباض المرارة أو من حركية الأمعاء، مثل تضرر الحبل الشوكي. وأخيرا فإن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود استعدادات وراثية لتشكيل حصوات المرارة.
* الأعراض
* ولا يعلم أغلب الأشخاص المصابين بحصوات المرارة بإصابتهم. فحصوات المرارة تظل «صامتة» ويمكن اكتشافها بالصدفة عند إجراء عملية تصوير بالموجات فوق الصوتية أو بالأشعة الطبقية المقطعية عند فحص أجزاء أخرى من الجسم.
وتظهر الأعراض بالدرجة الرئيسية عندما تمر الحصوات عبر القناة الصفراوية أو تقوم بسد مجراها، متسببة في حدوث «المغص المراري» (biliary colic) أو ما يعرف بالعبارة الشائعة «النوبة المرارية» (gallbladder attack). وتظهر هذه النوبات عندما تنقبض المرارة (في العادة بعد تناول كميات كبيرة من الدهون) مؤدية إلى الضغط على الحصوات، الأمر الذي يقود إلى انسداد في قناة المرارة.
والألم هو العرض الرئيسي ويظهر في الجانب الأيمن الأعلى أو الأوسط من الجسم (تحت القفص الصدري مباشرة). ويزداد الألم شدة في غضون ساعة، وقد يستمر لعدة ساعات. وقد يكون الألم حادا مثل طعنة سكين أو على شكل وجع عميق، ينطلق أحيانا نحو الظهر أو الكتف اليمنى. وقد يصاحب بالغثيان أو التقيؤ. ويخفت الألم عند استرخاء المرارة.
وقد تتسبب الحصوات الموجود في القناة من إحداث مشكلات أكثر خطورة أيضا، ومنها التهاب المرارة (cholecystitis) والتهاب البنكرياس (pancreatitis) والتهاب القنوات الصفراوية في الكبد (cholangitis). ويمكن لأي من هذه الحالات التسبب في حدوث آلام شديدة وأعراض أخرى تشمل اليرقان، الحمى، القشعريرة، والتقيؤ. ويتطلب العلاج عادة تناول حقن المضادات الحيوية وغالبا ما يتم التدخل الجراحي لإزالة الحصوات.
* وسائل التشخيص
* وإن كان المصاب يشعر بأنه يتعرض لـ«نوبة مرارية» فإن على الطبيب إجراء تحاليل للدم، والتصوير بالأشعة فوق الصوتية (بعد الصيام لفترة لا تقل عن ثماني ساعات). ويساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية (ultrasound) في تشخيص التهاب المرارة لأنه يلتقط أيضا مناطق ازداد فيها سمك جدران المرارة، ويشير إلى وجود السوائل، وهو ما يفترض وجود الالتهاب.
وتشمل وسائل التشخيص الأخرى (cholescintigraphy)، وهي الحقن بمادة مشعة لتحديد الانسداد المحتمل في القناة المتليفة، والتصوير بالمرنان المغناطيسي magnetic resonance imaging (MRI) للقنوات الصفراوية، والتصوير بالموجات الصوتية عبر المنظار (endoscopic ultrasonography) الذي يتم عبره إدخال جهاز صوتي عبر الفم والمريء والمعدة والاثنا عشر للحصول على صور للمنطقة، والتصوير الترجيعي للمرارة والبنكرياس عبر المنظار (endoscopic retrograde cholangiopancreatography) الذي يستخدم فيه منظار يدخل عبر الفم نحو الاثنا عشر لرؤية القنوات الصفراوية.
* علاج حصوات المرارة
* لا ينبغي معالجة حصوات المرارة إلا بعد أن تتسبب في ظهور الأعراض. وعندما تتكرر أعراض النوبة المرارية فإن جراحة استئصال المرارة (cholecystectomy) تكون أكثر أشكال العلاج فاعلية. وفي الماضي كانت الجراحة القياسية تتطلب فتح شق بطول 5 بوصات (12.5 سم) والبقاء في المستشفى لمدة قد تصل إلى أسبوع واحد.
وقد تغير هذا الأسلوب بالتوجه نحو جراحة استئصال المرارة بالمنظار (laparoscopic cholecystectomy)، وذلك بإدخال أدوات عبر شق صغير في الجلد والبقاء ليلة واحدة في المستشفى، مع فترة أسبوع للنقاهة في المنزل. ومع هذا فإن هناك خطرا يسيرا في إحداث ضرر في القنوات الصفراوية لدى إجراء هذه العملية. ولذا يلجأ الجراحون في 5 إلى 10 في المائة من الحالات إلى الجراحة القديمة المفتوحة بعمل شق كبير لتفادي المضاعفات.
ويستطيع الإنسان العيش بسهولة من دون المرارة. فالكبد يفرز ما يكفي من الصفراء لإتمام عملية الهضم الطبيعية. وعندما تزال المرارة فإن الصفراء تتدفق مباشرة نحو الأمعاء الدقيقة عبر القنوات الصفراوية المشتركة. وعندما لا يكون هناك طعام فإن هناك احتمالا بظهور الإسهال، إلا أن بالإمكان علاجه بتناول الأدوية الرابطة للأحماض من الصفراء، مثل «كوليستيرامين» (cholestyramine)، («كويستران - Questran»، «لوكوليست - Locholest»).
* خيارات طبية
* وإن كان الشخص غير راغب في إجراء جراحة وكانت حصوات المرارة لديه صغيرة، فإن هناك واحدا من الخيارات وهو تناول دواء «أرسوديول» (ursodiol)، («أكتيغال - Actigall»، «آرسو - Urso»)، وهو حمض صفراوي طبيعي يساعد على إذابة حصوات الكولسترول، يتم تناوله عبر الفم مرتين إلى 4 مرات في اليوم. كما أنه يستخدم أيضا لدرء تشكل حصوات المرارة لدى الأشخاص الذين يفقدون وزنهم بسرعة. ويذيب «ارسوديول» فقط حصوات المرارة تلك المحتوية على الكولسترول. وقد يحتاج المريض إلى تناوله بضعة أشهر لكي يحقق فائدته.
وإضافة إلى تناول الأدوية يمكن أحيانا معها استخدام طريقة تفتيت الحصوات (lithotripsy) التي تجري بواسطة توجيه الموجات الصوتية من خارج الجسم بحيث يمكن للحصوات المتفتتة الخروج بسهولة من القناة الصفراوية. إلا أنه من سوء الحظ أن الحصوات تظهر مجددا بعد علاجها بالأدوية.
* تقليل الخطر
* كيف يمكنني تقليل خطر الإصابة بحصوات المرارة؟ لا توجد طريقة مجربة لدرء حدوث حصوات المرارة، إلا أن نتائج الأبحاث تقترح بعض الأمور المحتملة: تناول ثلاث وجبات متوازنة من الطعام، الحفاظ على الوزن الطبيعي، وممارسة الرياضة بانتظام (لفترة 30 دقيقة يوميا على الأقل في أغلب أيام الأسبوع).
وقد وجدت «دراسة صحة الممرضات» أيضا أن النساء اللواتي تناولن كميات أكثر من الألياف في غذائهن واللواتي تناولن حصة بوزن 30 غراما تقريبا من المكسرات أسبوعيا، كن أقل احتمالا في خضوعهن لعملية استئصال المرارة. ورغم أن الإقلال من تناول الأغذية الدهنية أو تفاديها لن يؤدي إلى التخلص من حصوات المرارة، فإنه قد يقلل من تكرار النوبات المرارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق