المشاركات الشائعة

15‏/05‏/2014

ماهو المقصود بإضطرابات فقدان الذاكرة


تنتمي اضطرابات فقدان الذاكرة الجزئي او الكلي  Amnestic disorders الى الإضطرابات المعرفية   Cognitive disorders مثل اضطراب التخلف العقلي Mental Retardation  وغيره . وتتضمن  انواعا من الإضطرابات، منها ما يتعلق بفقدان قدرة المصاب على تذكر معلومات سابقة وكان مقتدرا على تذكرها قبل الإصابة، ويسمى هذا النوع بإضطراب فقدان الذاكرة التراجعي  Retrograde Amnisia ، ومنها ما يتعلق بفقدان قدرة المصاب على تذكر اية معلومة تعرض عليه في الحال، او فقدان قدرته على تعلم حقائق  جديدة بعد الإصابة، وتسمى بإضطراب Anterograde Amnesia . يحدث اضطراب فقدان الذاكرة التراجعي غالبا نتيجة حوادث اصابات في الراس، وقد يفقد الشخص بعد الحادثة القدرة على التذكر من ثواني الى عدة اشهر قبل الحادثة  . اما الإضطراب الأخير فيعد اكثر شيوعا وغالبا يظهر في لحظة معينة من الزمن يفقد فيها المصاب القدرة على التذكر، ويستمر فقدان القدرة على التذكر من تلك اللحظة لكل ما يتعلمه لاحقاً في المستقبل .
لا ينسى عادة المصابون بهذه الإضطرابات جميع الحقائق المتعلقة بتاريخهم الشخصي او هوياتهم الشخصية . اما الحالات التي تتصف بشدة الإضطراب فغالبا تحدث مع اؤلئك الذين يعانون من اضطراب الفصام.
تؤدي الإصابة بهذه الإضطرابات الى تدهور واضح في اداء المصاب على المستوى الشخصي مثلا، القيام بانشطة ذات علاقة بديمومة حياته اليومية من تحضير للطعام او ما يرتبط بدوره في الإسرة وغيرهما ، وعلى المستوى الإجتماعي مثلا، تكوين الصداقات او المشاركة في فعاليات إجتماعية او الإستمرار في مهنة ما وغيرها .
ولتوضيح كيفية حدوث هذه الإضطرابات سنتطرق ببساطة شديدة الى عمليات وخطوات  الإحتفاظ  بالمعلومة واسترجاعها والتي يصطلح عليها بالتذكر ، وهو القدرة على الإحتفاظ بالمعلومة والخبرة التي يتعلمها الشخص، ومن ثم القدرة على استرجاعها اثناء الحاجة اليها. وتحتفظ المعلومات والخبرات التي يتعلمها الشخص في الذاكرة ، وهي نوعان هما، الذاكرة قصير المدى وتسمى ايضاً بالذاكرة العاملة، التي يتم حفظ المعلومة فيها واسترجاعها في دقيقة واحدة او اقل، والذاكرة طويل المدى، التي يتم حفظ المعلومة فيها واسترجاعها بعد مدة تتجاوز دقيقة واحدة، وتتضمن المعلومة المتعلمة في الوقت الحاضر وتلك التي تم تعلمها في الماضي البعيد. تمر عمليات حفظ واسترجاع المعلومات بالخطوات الأتية :
الخطوة الأولى، وتسمى التسجيل، وفيها ينتبه الشخص بدرجة كافية تضمن امكانية احتفاظ المعلومة في الذاكرة .
الخطوة الثانية، هي  الترميز او الخزن ، يتم فيها تحويل المعلومة الى رموز وترسخ في الذاكرة .
الخطوة الثالثة، وفيها يتم دمج المعلومة بالمعلومات الموجودة في الذاكرة طويل المدى .
الخطوة الرابعة، ويتم فيها استرجاع المعلومة من الذاكرة ، وقد تسترجع المعلومة من الذاكرة القصيرة او الذاكرة العاملة.

ان اضطرابات فقدان الذاكرة قد تصيب جميع تلك الخطوات، او اية خطوة منها ، ان اصابة اية خطوة سوف تعيق قدرة الشخص على التذكر وقدرته على الإحتفاظ باية معلومة يتعلمها . وقد يكون فقدان الذاكرة لمدة شهر او اقل او قد يستمر التدهور اكثر من ذلك.

اسباب اضطرابات فقدان الذاكرة
هناك اسباب متعددة تسبب هذه الإضطرابات ابتداء من تعرض الشخص الى حادثة مسببة لإصابة في الرأس والدماغ الى اضطرابات عقلية ونفسية، وتظهر هذه الإضطرابات نتيجة تلف بنيوي او كيمياوي في اجزاء من الدماغ ، وتعتمد نوعية الاضطراب على اي جزء من الدماغ قد تعرض للإصابة والتلف .  ويمكننا تلخيص الآسباب بما يأتي :
-          اصابة الشخص بمختلف انواع العته مثل الزهايمر .
-          اصابة الدماغ بسب حادث.
-          الجلطة الدماغية .
-          حوادث تؤدي الى الحرمان من الأوكسجين، او تسرب الدم الى الدماغ .
-          وجود اورام في الدماغ .
-          التهابات الدماغ .
-          امراض شراين المخ .
-          الإدمان على الكحول .
-          تناول الأدوية و المخدرات لفترات طويلة .
-          التعرض لمواد سامة .
-          بعض الإضطرابات النفسية .

اعراض إضطرابات فقدان الذاكرة
يعاني المضطرب من الأعراض الأتية :
1 – عدم قدرة من يعاني من فقدان الذاكرة جزئيا اوكليا على تذكر معلومات او احداث في الماضي البعيد .
2 – عدم قدرة المضطرب على التعلم، وعدم قدرته على تذكر معلومات جديدة .
3 -  ينعدم عند المضطرب الوعي والإحساس بالمكان والزمان، اي لايعلم في اي مكان يتواجد فيه، ولا يعلم اي يوم هو الان من ايام الاسبوع ، ولايميز اي وقت من اوقات اليوم .
4 – لايشعر معظم المضطربين بانهم قد فقدوا القدرة على التذكر، وبل ينكرون اية مشكلة او صعوبة في التذكر على الرغم من وجود شواهد ملموسة على وجود الإضطراب .
5 – وقد يعترف البعض منهم بوجود مشكلة ما في قدرتهم على التذكر، ولكن من دون ان يظهر عليهم اي اهتمام او تأثر عن الحالة التي هم فيها .
6 – تتغير عند بعض المصابين بالإضطراب بعض خصائص شخصياتهم وتختفي بوضوح المعالم المميزة للشخصية قبل الإصابة بالإضطراب ، ويصبح المضطرب اكثر رقة ولطفا عما كان عليه في السابق .
7 – يحاول بعض المصابين التعويض عن فقدان الذاكرة بالإكثار من اللغو والحديث عن معلومات غير موجودة او غير حقيقية ويعتقد المصاب على انها صحيحة ولا يتعمد الكذب في ذلك، وتجد هذه الحالة غالبا عند المصاب بفقدان الذاكرة المؤقت.

العلاج
لم تثبت لحد الان فعالية علاج محدد في معظم حالات فقدان الذاكرة، ولكن يشفى عدد كبير من المصابين بمرور الزمن، وقد يشفى المصاب ويتذكر المعلومات والأحداث قبل الإصابة . وفي بعض الحالات قد يفيد استخدام بعض تقنيات تأهيل الذاكرة وخاصة في حالة الإضطراب المعتدل مثل تمارن تقوية الذاكرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق