المشاركات الشائعة

19‏/05‏/2014

سلاح المدفعية حافظ على مكانته فارساً في المعارك







كـايـزر

ذاتي الحركة وسريـــع ودقيـــق وينتقل بسهولة

قديماً كان همّ الإنسان في الحروب قذف الرمح والحجارة الى مدى بعيد, فكان في البداية إختراع المقلاع والقوس والنشاب كأسلحة خفيفة, تبعها ظهور الباليستا والمنجنيق كأسلحة ثقيلة, وهي تعتمد على الحبال والمطاط للحصول على قوة قذف.
اكتشاف البارود في القرن الحادي عشر لعب دوراً كبيراً في تطور الأسلحة فكان المدفع العربي المؤلف من أستون خشبي من أول المدافع. وفي القرن الرابع عشر, ظهر المدفع كسلاح شائع في الجيوش. أما أنواع المدافع التي ظهرت آنذاك فكانت عديدة ومنها:
­ الإناء الحديد (Pot de Fer)
في القرن الرابع عشر.
­ بومبارد في القرن الخامس عشر وكان يتميز بكبر حجمه وثقله (19 طن) الى أن تم إختراع الفونت في القرن السادس عشر, ما أدى الى تصغير حجم المدافع وتخفيف وزنها.
في القرن الثامن عشر تم إدخال المدفعية المتطورة لمرافقة الخيّالة في حقل المعركة وبدأ نشر المبادئ الجديدة لعلم الرمي. وقسمت المدفعية آنذاك الى ثلاثة أقسام هي: المدفعية المقطورة, ومدفعية الميدان, ومدفعية القلاع.
أما في القرن التاسع عشر فعرفت المدفعية تطوراً هاماً ساهم في إختراع المدفع 75 ملم الفرنسي الذي استعمل في الحرب العالمية الأولى. وخلال الحرب نفسها سارع أطراف النزاع الى تصنيع المدافع ومنها القصيرة المدى 9 كلم (بريطانيا) والطويلة المدى 120 كلم big bereta (المانيا) ومدافع ثقيلة المدى تقطر على سكك الحديد (فرنسا).
في الحـرب العالميـة الثانـية لم تعـرف المدفعية تطوراً هاماً بسبب تطور سلاح المدرعات, أما بعد العالم 1945 فعرفت تقدماً علمياً أدى الى تطورها لجهة: الحركية, نمط الرمي, الدقة, المدى, الذخيرة, والأجهزة المساعدة.
ومع تصاعد وتيرة التطور ظهرت المدافع الذاتية الحركة التي تعتمد على استعمال التقنـيات الحديثـة (كمبيوتر ­ GPS), ومن هـذه المدافع مدفـع كايـزر الفرنسي.

التسمية والمميزات
يعرف هذا المدفع باسم كايزر (CAESAR) والكلمة هي إختصار لعبارة:d’un système d’Artillerie Camion Equipé أي شاحنة مجهزة بنظام مدفعية.
كايزر مدفع فرنسي الصنع, ذاتي الحركة, عيار 155 ملم, تخدمه خمسة عناصر وينتقل بواسطة شاحنة سهلة السوق والتعهد أثناء السير, ويثبت بواسطة محافر لولبية تعمل بنظام هيدروليكي أثناء الرمي.
أما مميزاته العددية فهي على النحو الآتي:
­ المصدر: فرنسا.
­ العيار: 155 ملم.
­ مدى الرمي: 4.5 ­ 42 كلم.
­ الذخيرة: نوع 155 ملم/ 52 ناتو.
­ وحدة النار: 18 طلقة.
­ السدنة: 5 عناصر.
­ الوزن: 17.4 طن في وضع القتال ­ 15.9 طن من دون قذائف.
­ الطول: 10 م.
­ الإرتفاع: 3.65 م.
­ العرض: 2.55م.
­ حقل الرمي الأفقي: 1200 ألفي.
­ حقل الرمي العامودي: ­-/+ 300 ألفي.
­ يمكن إرباض المدفع ورمي 6 طلقات ثم إعداد الرحيل بأقل من ثلاث دقائق.
مميزات الإنتقال

ينتقل هذا المدفع بواسطة شاحنة كاملة التجهيزات مزودة بنظام دفع ذاتي على ستة دواليب, سرعتها القصوى 110 كلم/ ساعة, تمتاز باستقلال ذاتي بالوقود يصل الى 600 كلم, وتستطيع السير على مسالك ذات إنحدار 60% أو إنحناء 40%, وإجتياز خندق بعرض 60 سم أو عبور مياه بعمق 1.2 م. كما تستطيع الإلتفاف في دائرة شعاعها 20 م. ويمكن نقل هذا المدفع جواً بواسطة الطائرة C-130 H.

المميزات الخاصة
يتمتع هذا المدفع بمميزات خاصة تجعله يظهر مدى التطور العلمي واستعماله في المدفعية من حيث:
­ الحركة: تمتاز الشاحنة بنظام تعبئة هواء مركزي للدواليب كما ويمكن السير بالشاحنة والإطارات مثقوبة.
­ الرمي: يمكن استعمال كافة قذائف 155 ملم التابعة لحلف ناتو, ويمتاز بنظام هدروليكي يمكّنه من تثبيت المدفع عند الإرباض بواسطة محافر لولبية, والتموّن بالذخيرة بشكل آلي, ودك القذائف بواسطة مدك هيدروليكي.
­ الطاقم: 5 عناصر في حجرة تحكم مصفحة ضد الأسلحة الخفيفة مع تكييف وعزل للصوت.
­ الحيطة: تكمن الحيطة أثناء استعمال المدفع بوجود مؤشر لحرارة المدفع في حجرة التحكم, ونظامي تدقيق لعناصر الرمي الى استحالة الرمي من دون غرز المحافر وإمكانية العمل اليدوي الكامل في حال الأعطال الطارئة.
­ الرماية: يعتبر هذا المدفع مركزاً للرمي مجهزاً بأحدث وسائل الإشارة المتطورة التي تمكّن الطاقم من تلقي الأوامر بشكل سري وواضح. كما ونجد نظام تأليل ونظام ملاحة يسمحان بإدارة الرمي, وتوجيه المدفع بدقة, وتبديل إحداثيات الإرباض, الى معرفة استهلاك الذخيرة وإظهار تقارير عن حالة المدفع العامة والأعطال الطارئة من خلال متحسسات كاملة ومقياس للسرعة البدئية للقذيفة.
­ نظام رادار: وهو يسمح بمعرفة مصادر النيران والقيام برمايات إسكات للمدفعية العدوة.

قدرات المدفع كايزر

من خلال المميزات التي يتمتع بها هذا المدفع, يمكن له أن يؤمن عدة مهمات إضافة الى مهمات المدفعية التقليدية. ومن هذه المهمات:
­ إمكانية الإشتراك في أنواع القتال كافة (قتال متحرك, قتال دفاعي, مداهمات, حفظ أمن وعمليات مشتركة).
­ إمكانية المناورة والتقدم مع سلاحي المشاة والمدرعات.
­ القيام برمايات إسكات للمدفعية العدوة بسرعة أو رمايات ذات دقة عالية ومدى طويل.
­ القيام بعمليات برمائية وبرية متنوعة.
­ توفير في عدد المدافع المطلوبة لتغطية قطاع معين نسبة لسرعته في الحركة والرمي.
­ المحافظة على البيئة, فقدرة المدفع على الإنتقال والإرباض السريع تخفف من الحاجة الى حفر وترصين المرابض كما هو الحال في المدافع التقليدية.
أخيراً يعتبر كايزر من المدافع الذاتية الحركة المهمة, فالشاحنة المدولبة الخفيفة الوزن تؤمن بسهولة في القيادة, وبساطة في كلفة التعهد وقدرة على الإنتقال على الطرقات العامة. أما التجهيزات المتطوّرة (نظام كمبيوتر, نظام ملاحة, رادار) فهي تؤمن دقة عالية وسرعة في الرمي.
هذه الميـزات الجديدة في علم المدفعية تؤكد أهمية المدفعية في القتال وضرورة مواكبتها للتطوّر العلمي, فهي رغم كل الإختراعات العسكرية الجديدة (صواريخ, أسلحة ذكية) لا تزال تلعب الدور الأهم في المعارك.

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق