المشاركات الشائعة

23‏/01‏/2012

"بدك الصحيح ولا ابن عمه"


"بدك الصحيح ولا ابن عمه"

على قارعة الطرقات, أو في الموجة الثانية للبحر المتوسط الأبيض, أو في سهرات الليالي الشبابية الغامضة المعالم مليئة التحليل والنقد البناء وغير البناء, أو في "قعدات" العواجيز, والنساء المثيرة لكل أساليب النميمة والغيبة, بكل أحجامها ومقاساتها, تثار مصطلحات نسمعها دائماً, هي كالقنبلة النووية التي ألقيت على هورشيما, تشعر فيها بارغماتية عالية أكثر من تجربة الفيتناميين في تفاوضهم, وتورية كبيرة أكثر مما يقصده الحكام العرب في تصريحاتهم.

أول هذه القنابل حين يبادرك أحدهم قائلا" بدك الصحيح ولا ابن عمه؟" تعرف مباشرة أنها كذبة من الحجم العائلي مع خصم خاص, أو أن يقال لك "ما شفنالَكْ إلَّا....." تعرف مباشرة أنها موسيقى تصويرية قوتها 7.9 ريختر لقصة سخيفة مليئة بالأكاذيب.

أما إن شعر المتكلم "بالبهدلة" أو أن كرامته مسحت وسحقت بالأرض, يخرج كلماته بكل هدوء قائلا" إنت لسَّا ما بتعرفني", وإن قال لك" أنا والله مش فارقة معي" اعلم علم اليقين أن ناراً في صدره, واهتماماً كبيراً حتى الموت من طرفه بالموضوع بكل حذافيره.

وحينما تطلب مساعدة من أحدهم فيرد عليك: "عيِّن خير", والذي يعني بالقاموس الدارج بيننا, "إنسى الموضوع", أو أن يقول لك أحدهم "لا تواخذني بهالكلمة", فعليك أن تهيئ نفسك نفسياً لسماع "مسبَّةٍ" ولكن بطريقة مؤدبة.

وفي نهاية الحديث يبادر أحدهم بقول: "الله يستر عليها" أو " الله يستر عليه" بعد نهاية القصص التي نشر فيها كل الغسيل المتعلق بالشخص المذكور طعناً وخنقاً وغرقاً وعطشاً, وتختتم "السهرة" بمقولة "سيدي ما علينا" وهو نهاية للحديث البايخ الذي يتكلم فيه على غيره بما لا يخصه
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق