المشاركات الشائعة

25‏/12‏/2011

كي لا ننسى.... من هو القناص وما هو ادائه وكيفية عمله



كيف يجرؤ القناص “الإسرائيلي” على قنص طفل فلسطيني لا يتجاوز العاشرة من عمره؟ القناص “الإسرائيلي” جندي محترف، يجيد إصابة الهدف بدقة متناهية. منظاره العسكري جزء من بندقيته ام ،16 ومن هويته ورتبته، يستطيع من خلاله ان يرى الأشياء الصغيرة جدا، ويتسلى بما يراه. يستطيع على وجه الخصوص، الإمعان الشديد في وجه الطفل الفلسطيني المستند إلى صدر أمه. القافز مع طابته في طين المخيم، الهائم بحقيبته المدرسية ودفاتره وألوانه. النائم، الضاحك، الباكي، الساطع في العتمة، كأنه يجلس أمامه، يدقق بملامح هذا الوجه الملائكي، يرفضه رفضا قاطعا. لماذا يكون هذا الوجه جميلا إلى هذا الحد؟ يصفعه عن بعد مئات الأمتار. يضغط على زناد بندقيته، رصاصة ويتهاوى الهدف من أمامه. القناص “الإسرائيلي” يرتاح لإجادته الاحترافية في إصابة الهدف. الطفل الفلسطيني مجرد هدف. الطفل الفلسطيني لا وجه له ولا ملائكية ولا جمال، الطفل الفلسطيني عود يابس هش. الطفل الفلسطيني عدو.
كيف يكون الطفل، أي طفل على الأرض عدوا؟ القناص “الإسرائيلي” لا يكترث بهذه الكيفية المتسائلة. يكمن في البرج العالي لمستوطنته، أو يصعد إلى دبابته، أو يندفع بطائرته القتالية إلى الحرب. ولكن الطفل الفلسطيني لا يملك سوى طائرة من ورق وخيط في يده، وأحلام تطير بأجنحة الفراشات. ماذا تعني الحرب في هذه المقارنة؟ القناص “الإسرائيلي” يكره هذه المقارنة الرومانسية بالذات. يكره الرومانسية، يكره الفراشات يكره الأطفال، ويكره ذاكرته الملعونة التي تكشف له بالحبكة البيولوجية، ولو لمرة واحدة، عن أنه كان هو نفسه طفلا، قبل سنوات طويلة. يمزق هذه الذاكرة الخائنة، ويصر على أن الآخر وحده هو الطفل الهش اليابس، وعلى ان ذلك الآخر المتهاوي، لا روح له ولا حياة، القناص “الإسرائيلي” ولدته أمه قناصا، جنديا محترفا في جيش “إسرائيل”، للانتصار على الأعداء.يخاف الضحكات الريانة كيف تكون الفراشات والحقائب المدرسية والدفاتر وأقلام الرسم والأحلام الوردية أعداء؟ الحديد ينتصر على الأطفال، ولكنه يخاف إلى درجة الجبن المذل من ضحكاتهم الريانة التي تصعد من روح الكون، وتنمو وتكبر وتتحول إلى حكايات خالدة.الحديد لا يقرأ الحكايات، ينكمش على ذاته الصلبة، وينكسر، الكاتب الفلسطيني عبدالله تايه انصت لبعض هذه الحكايات، تنفسها وعاشها وكتبها في كتابه القصصي الجديد “جنود لا يحبون الفراشات” الصادر عن المؤسسة الفلسطينية للارشاد القومي في رام الله.كل حكاية في الكتاب، حكاية حقيقية من لحم ودم، وأنفاس ونبض وأسماء أماكن وأهل وأحباب، ومن فراشات ودفاتر وألوان. أطفال شهداء، وأطفال جرحى قنصهم القناص “الإسرائيلي” من وراء مكمنه في برجه المحصن العالي في المستوطنة اليهودية، ومن فوق دبابته، من داخل طائرته الحربية، ومن كل حقده وكراهيته وعنصريته الإرهابية ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية. مصادر جمعية رعاية أسر الشهداء، ومصادر وزارة الصحة، ومصادر وزارة التربية والتعليم، ومصادر مؤسسات حقوق الإنسان في الأرض المحتلة تذكر أن تسعة عشر في المائة من شهداء هذه الانتفاضة هم من الأطفال، أكثر من خمسمائة طفل شهيد، وأكثر من أربعة آلاف طفل جريح حتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2003. حكايات كثيرة، ليست مجرد أسماء وأرقام. الأحزان تغمر الأماكن والأزمنة والناس، وتحكي وتنصت لوجوه ملائكية تفيض بالحب والحرية، رغم إرهاب القناص “الإسرائيلي”.طائرات ملونة الحكاية الأولى تحمل عنوان “طائرات ملونة”، طائرات من ورق وخيطان وخوص رقيق خفيف، يصنعها الأطفال بأنفسهم، ويطلقونها في فضاء الأرض الواسعة البعيدة عن البيوت، ولكن، كل سعة في الأرض الفلسطينية أمست مغتصبة ومخنوقة بالاستيطان اليهودي. الأطفال الفلسطينيون في “ضاحية البريد” شمالي القدس، يحرصون على عدم الاقتراب من أطراف مستوطنة “جفعات زئيف” التي ابتلعت معظم أراضي ضاحيتهم والقرى التي حولها، يتقافزون مثل العصافير والفراشات من بوابة مدرسة “الأمة” عائدين إلى منازلهم، في الوقت الذي يختار فيه بعضهم الذهاب مع الحقائب التي تحتضن إلى جانب دفاترهم وكتبهم وأقلامهم، طائراتهم الملونة، إلى تلة لم يداهمها الاستيطان بعد. ومع أنها ملاصقة لأطراف المستوطنة، إلا أنها التلة الوحيدة التي تصلح لفضاء طيران أحلامهم وألوانهم وضحكاتهم.محمد إسماعيل نصار أحد عشر عاما في الخامس ابتدائي، واحد من هؤلاء التلاميذ الصغار عشاق الطائرات الورقية الملونة، “محمد.. مع أصحابه في الأرض الواسعة بعيدا عن البيوت يطلقون طائراتهم، تلعلع في الهواء ألوان وألوان، مصحوبة بصرخات الفرح، يداعبون بعضهم بإمالة خيوط الطائرات المحلقة يمنة ويسرة، يجرون هنا وهناك، يفلتون مزيدا من خيطان الشلة، فتعلو الذيول الملونة، وترقص في زهو”. وحين تميل الشمس نحو الغروب، ويبدأ ظلام موحش قادم من وراء المستوطنة بابتلاع نور النهار، يندفع الأولاد في لف خيوط طائراتهم، إلا محمد “فقد كان يرخي الخيط لطائرته أكثر وأكثر، والهواء يضرب طائرته الورقية بقوة كلما ارتفعت، ويهتف بأصحابه: انظروا، انظروا أين ارتفعت!”. ولكنهم يطوون طائراتهم، ويصرون على العودة إلى بيوتهم، يعودون، ويبقى محمد مع طائرته وحيدا. قال لهم: “اذهبوا، لا تخافوا سألحق بكم. أنا أسرع منكم”. غير أن محمدا لم يعد أبدا إلى بيته.”بعد يومين من البحث، عثر سكان الضاحية على جثة محمد وطائرته الورقية الملونة ممرغة في التراب والدم، والهواء يداعب ذيل الطائر الشفاف..”. لقد اصطاده القناص “الإسرائيلي” الكامن في البرج المحصن العالي لمستوطنة “جفعات زئيف”. القناص الإرهابي العنصري الذي يكره أطفال فلسطين وفراشات فلسطين والطائرات الورقية الملونة في فلسطين.ابن الحلاق ضد القتل وفي الحكاية الثانية، ننصت إلى الطفل مهند مجدي أبو سل 10 سنوات من حي الأمل بخانيونس في قطاع غزة، يقول لنا هذا الطفل الجميل المجتهد في مدرسته، والذي يساعد والده الحلاق في عمله، فيحرص على تنظيف وكنس صالون الحلاقة أكثر من مرة في اليوم، ويحلم بأن يدخل الجامعة، ويأخذ الشهادة، ويعمل حلاقا كوالده. والأهم أنه لا يحب القتل أبدا، ومع انه يشاهد بعينه الرصاص القادم كل ليلة من وراء السواتر الرملية التي تحيط بمستوطنة “ديكاليم” المحاذية لحي الأمل، والتي اغتصبت معظم أراضي خانيونس، فتصيب الأبرياء العزل من أهل هذا الحي، وتحطم واجهات منازلهم، إلا أنه “يتمنى لو كانت يده من الفولاذ يضعها أمام فوهات بنادقهم ودباباتهم حتى يحجب رصاصهم،فلا ينطلق جهة الأبرياء، بل كثيرا ما تمنى لو استطاع إن يضع الجنود في عربات تعيدهم من حيث أتوا.. هذا ما افعله في كل ليلة، في لعبة “الاتاري” أعيد المعتدين من الحجرة التي خرجوا منها دون أن اقتلهم فأنا لا أحب القتل”.العنوان الذي اختاره القاص عبدالله تايه لهذه الحكاية، هو هذه الجملة المشرقة بإنسانية تربوية وحضارية متقدمة “أنا لا أحب القتل”، ينطق بها طفل فلسطيني معرض في كل لحظة للقتل على يد القناص “الإسرائيلي”.لم تشفع هذه الجملة المتوهجة بالحب والحياة للطفل مهند مجدي أبو سل، قنصته تلك اليد الإجرامية وهو في الشارع، قرب بقالة أبو حسن الحوراني، ليشتري لشقيقته الصغرى قطعة حلوى، رصاصة اخترقت ظهره من جهة الكتف الأيمن. في المستشفى، والدته تصرخ “لم يكن في الشارع مواجهات ولا مظاهرات، خرج يشتري الشيكولاتة لغيداء”، غيداء تبكي بحرقة، ووالده يصرخ بغضب واستهجان: “لماذا أطلق الجندي الرصاص على ابني؟ مهند يحب كرة القدم والمباريات، مجتهد في دروسه، يساعدني في الصالون، ويريد أن يكون حلاقا مثلي، وهو يكره القتل، ويكره صوت الرصاص”. هذا الوالد المفجوع، نسي كما يبدو، من وقع الألم، ما سبق أن سمعه من احد زبائنه وهو ينتظر دوره لقص شعره: “جنود الاحتلال لا يحبون الحياة العادية، لأنها تصادر لذتهم في الإصابة والقتل”. ولذلك، فإنهم يطلقون الرصاص على الحياة كلها، وعلى الأطفال بالذات. إرادة محمد للحياة كانت أقوى، لقد فشل القناص في القتل هذه المرة، أصيب محمد بجرح عميق، لكنه شفي بعد أسبوعين، وبقيت جملته الإنسانية عنوانا لشعب عظيم يصر على الحياة، في مواجهة القناص القاتل. حين تظهر الأباتشي آمنة حسين قشطة، اعتادت وهي في الصف الرابع الابتدائي أن تكتب اسمها على كل قصة تقرأها. أما الآن وقد أصبحت تلميذة في الصف السادس الابتدائي، فقد توقفت عن هذه العادة الجميلة، وتوقفت عن شراء المزيد من القصص بمصروفها من المكتبة في المخيم..”، لقد قنصها القناص “الإسرائيلي” في عينها تماما. حين عاينها طبيب العيون في المستشفى بغزة، هز رأسه بأسف بالغ، وتدحرجت دمعة على خده، “كانت آمنة تقف على باب دارهم بعد أن أنهت واجباتها المدرسية، وساعدت أمها في تنظيف الفناء، الباب يطل على الأسلاك الحدودية الشائكة. الشارع واسع، والجرافات “الإسرائيلية” اعتادت في هجماتها أن تهدم بيوت السكان في هذا المكان، لا يهم أين يتشردون بعد ذلك. فالجنود المحتلون يريدون ان يروا فضاء واسعا ممتدا أمامهم، ليرصدوا أي طفل قادم ليرميهم بحجر..”. لم يرشق الأولاد في هذا اليوم أي حجر. أخوة آمنة، ضياء وحمد ومحمد واحمد يلعبون بالكرة في الشارع أمام البيت، ينضم إليهم أولاد الجيران، تراقب آمنة الكرة وهي تدور بين الأقدام، حين أطلق القناص “الإسرائيلي” رصاصته المجرمة في عينها.. “كان حارس العين، ملاكها، في غفوة خفيفة قبل أن يغادر الناس بيوتهم إلى صلاة الجمعة. حارس العين لم ينتبه، لم يمسك الطلقة، ولم يتمكن من تغيير مسارها، العين حين أغمضت من هول الصوت والألم، كانت إغماضة أخيرة على نور خبا، وعلى صور ملونة شاهدتها العين في قصص كثيرة قبل أن يخبو نورها..”.آخر قصة قرأتها آمنة كانت عن حاكم عادل يأمر اللص بإعادة المسروقات إلى أصحابها، في المستشفى، بعد أن أدركت فقدانها لعينها، تساءلت: أين يمكن أن يوجد مثل هذا الحاكم العادل؟ ومن ذا الذي يعيد لها عينها؟ تعرف أن عينها لن تعود، لكنها تقول لأمها: “لو أن الجندي قرأ وهو طفل قصصا مثل التي قرأتها، لما فعل ما فعل يا أمي..”. لو! غير أن القناص “الإسرائيلي” لا يقرأ القصص أبدا.ومن آمنة حسين قشطة التي صنعت حكايتنا الثالثة، إلى ريهام عبدالرحمن بارود 11 سنة، من حي العلمي بمخيم جباليا، في حكايتنا الرابعة، وهي تحدثنا عن “الطائرة الزنانة”، طائرة الاستطلاع “الإسرائيلية” التي لا ترى بالعين، إلا أن صوتها الزنان يكشف عن وجودها، وعن أنها تمهد لهجوم بطائرة الأباتشي على الناس، تصر “ريهام” على رؤية الزنانة، تخرج إلى الشارع وتحدق في الفضاء، حين تظهر الأباتشي، المروحية الحربية السوداء فجأة، وتقصف الناس بصاروخ أول، وصاروخ ثان وثالث، تصاب “ريهام” بشظية في يدها، بعد إسعافها، تنزوي في البيت، فإذا سمعت الزنانة، هبطت بسرعة مع شقيقتها الأصغر إلى الحجرة السفلى من البيت تختبئ من الشر الآتي.مقاومة بالرسم في الحكاية الخامسة، ننصت للطفل المبدع محمود عابد وهو يراقب شجرة عباد الشمس في فناء الدار، ثم يقف إلى جوارها، يقيس طوله إلى طولها. الشجرة بقامة رجل، وهو لا يزال طفلا في الحادية عشرة. “يرسم في الصباح خطا على ظل قرص عباد الشمس الهابط على فناء الأرض الإسمنتية، وخطا آخر عند الظهر، قبيل الغروب يكون الخط الطباشيري الذي رسمه محمود بأصابعه الفنية طويلا يتسلل مع الشمس من الفناء حتى ينتهي إلى الجدار حيث رسم طائرة الهليوكبتر.. ماذا تفعل يا محمود؟ اترك الطباشير، ولا تضع الخطوط على الجدار/هذه ليست خطوطا يا أمي، إنها زوايا/المهم أن تنظف يديك وكتابتك الطباشيرية من الجدار/يا أمي، أنا ارسم الزاوية التي تقصف منها الهليوكبتر اللعينة”.الهليوكبتر، المروحية الحربية، الأباتشي السوداء التي تحمل في داخلها طيارا، قناصا، يقصف ويقنص البشر والشجر والحجر، تمنى محمود لو انه يستطيع بحجارته هو وزملاؤه، أن يسقطوا هذه المروحية المرعبة التي اغتالت جارهم أبا حسن، بعد أن يقذف بحجارته نحو أقرب دبابة إليه في الشارع، يندفع إلى البيت، يصل إليه لاهثا، يفتح حقيبته، يخرج كراس الرسم. يقلب صفحاته، حتى يجد الطائرة التي رسمها، يمسك بالقلم الأحمر يرسم لهبا يتصاعد منها. يتطلع إليه إخوته، يسأله أصغرهم: “ماذا تفعل؟ حرقتها، حرقت الطائرة/يصفق إخوته: إنها تستحق الحرق”.ولكن القناص “الإسرائيلي” على ظهر الدبابة قرب البيت، يقنص “محمود” في اليوم التالي، “فرقع صوت طلق ناري، لسعه شيء ساخن. التصق بالأرض، تحسس مكان اللسعة، ابتلت يده بالدم. زحف مبتعدا حتى تمكن زملاؤه من خطفه وهربوا به إلى عربة الإسعاف..”.الأباتشي ذاتها التي احرقها محمود عابد على الورق، كانت تطير بكل فولاذها الأسود، وصواريخها الجهنمية، في الفضاء الممتد فوق بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي في رفح، بين فلسطين ومصر، لتغتال الطفل رفعت النحال 14 عاما، من ضربة العدس، رفح، كان قبل لحظات، قد استلم من مدرسته، شهادة نجاحه في الصف الثامن، قال لأصحابه قبل أن يفقد وعيه: “الشهادة في جيبي، خذوها حتى لا تتبلل بالدم”، وما كادت الشمس تميل نحو الغروب، حتى عرف الجميع من سائق عربة الإسعاف، أن رفعت قد استشهد، “الظلام يزحف على المكان.. وأصحاب رفعت أسرعوا إلى ضربة العدس يحملون شهاداتهم تزينها شهادة رفعت المبللة بالدم”.الكاتب عبدالله تايه، في كل تفاصيل هذه المجموعة القصصية المميزة، أهدى قصصه وحكاياته، واحدة إثر واحدة، إلى أصحابها الأصليين الحقيقيين، أولئك الأطفال الشهداء والجرحى أنفسهم، الذين صنعوها من لحم ودم وأنفاس وأحلام، كي ننصت لهم، ونحلم بغد قادم لا بد منه، يختفي فيه القناص “الإسرائيلي” لينطلق الأطفال بحرية، ويطيروا كالفراشات.هل يقرأ أيهود باراك رئيس وزراء “إسرائيل” الأسبق هذه الحكايات؟ هل يترجمها أحد له؟ ولماذا هو بالذات؟ كان باراك هذا قال في مطلع الانتفاضة الثانية، وهو حينها على رأس حكومة “إسرائيل”، إن كل قتيل “إسرائيلي” هو حكاية تحكى، أما قتلى الفلسطينيين فإنهم مجرد أرقام، قول عنصري وحشي، غير أن باراك الذي تنعكس في داخله صورة القناص “الإسرائيلي” الإرهابي، هو نفسه يكره الحكايات ولا يقرأها أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق